كتب: محمد حسن التل
كنا بالأمس ننتظر أن تعلن وزارة الصحة أن الأردن دخل المنطقة الخضراء في مواجهة جائحة كورونا، ولكن للأسف تم اكتشاف إصابة محلية، الأمر الذي سيعيدنا إلى العد من جديد لعشرة أيام قادمة يكون فيها الأردن بإذن الله تعالى خالياً من الإصابات المحلية، ولكن هذا لا يعني أننا لا نلامس الخط الأخضر، وهو وضع مميز للأردن على مستوى العالم، وللإنصاف كرست أزمة كورونا أن الأردن دولة مؤسسات، فقد كانت وما زالت الدولة تعزف على لحن واحد بكل مفاصلها وحلقاتها على اختلاف تخصصاتها ومناطق مسؤولياتها، الأمر الذي جعلنا نحاصر الجائحة في أضيق دائرة، ونقلل من انعكاساتها السلبية في حدودها الضيقة.
المتابع لحركة مؤسسات الدولة الأردنية خلال الأزمة يلمس بشكل واضح دقة التخطيط والتفكير المرتكز إلى المعلومات الحقيقية والواقعية، الأمر الذي أدى إلى بروز صورة التكاتف الأردني بأبهى صوره سواء على مستوى القطاع العام أو القطاع الخاص، وكذلك الحزم والحسم الذي أبدته الحكومة في التعامل مع الظروف الصعبة في ظل هذه الجائحة، حيث لا تهاون مع مقصر مهما صغر هذا التقصير، مما جعل العمل والأداء علامات فارقة في أداء مؤسسات الدولة جسد بوضوح المعنى الحقيقي لقيمة التنسيق المشترك والتعاون تكريسًا للنهج التشاركي والتكاملي، وهذا يأتي عندما تكون روح القائد وثابة ومتابعته حثيثة لعمل حكومته وأجهزتها المختلفة لكافة التفاصيل، فكانت النتائج مضمونة بتوفيق من الله.
ما زالت صورة الملك في أذهان الأردنيين جميعاً، مسؤولين ومواطنين، وهو يتنقل في مختلف مدن المملكة متفقدا أبناء شعبه، خصوصا عندما أصر وبمعيته ولي عهده الأمير الحسين على دخول إربد بعدما أعلنت منطقة مغلقة لكثرة الإصابات بها في بدايات الجائحة. إن التصرف الملكي أعطى زخماً كبيراً لكافة أجهزة الدولة، حيث زادت همتهم مما رفع معنويات الناس إلى حد كبير.
إن الجهد المتميز للحكومة وكل مؤسسات الدولة في مواجهة الظرف الصعب هو تأكيد على قدرة الأردن على التجاوز والإنجاز، وتكريس أن الإنسان الأردني هو ذات أولوية في ذهن صاحب القرار، كما أكد جلالته دائما .
الجواب على السؤال أعلاه هو نعم، لقد نحج الأردن بكل مكوناته في مواجهة الظروف القاهرة ليثبت أنه دولة مؤسسات بكل الظروف مهما استعصت، وأثبت للعالم أن هنا دولة حضارية متقطورة تحاكي في تطورها ورسوخها كبرى دول العالم، حيث لم يكتف الأردن بتوفير ما يلزم لمواطنيه من متطلبات صحية على مختلف انواعها بل دعم دولًا عديدة أخرى في هذا المجال بما فيها دول كبرى وقعت ضحية هذه الجائحة، نعم نجحنا...وهنا "لكن" كبيرة..رغم كل هذا النجاح الذي وهبنا اياه الله تعالى نتيجة الجهود الكبيرة التى بذلت..فان خطر الجائحة ما زال متربصا بنا وهذا يرتب علينا الاستمرار في تشديد وتقوية كل دفاعاتنا في وجه هذا الوحش الذي يستهدف حياتنا وعدم الاسترخاء لاننا لا نعرف متى سيهاجمنا مرة أخرى فهو لا زال يحوم حول اسوارنا ولا يصده الا الانتباه والالتزام..