أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عبد الله اليماني يكتب: السياحة العلاجية.. إصلاحها أولا

مدار الساعة,مقالات,وزير الصحة,كورونا,الملكية الأردنية,المستشفيات الخاصة,مدينة الحسين الطبية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: عبد الله اليماني

الاهتمام بالسياحة العلاجية وإهمال عودة أحباءنا المغتربين

استوقفتني جملة ( تشجيع قدوم السياحة العلاجية ) في ظل جائحة كورونا . وكوني أول من كتب عن السياحة العلاجية منذ عام 1991م . إبان حكومة دولة الأستاذ طاهر المصري ، ومعالي السياسي المخضرم الدكتور ممدوح العبادي وزيرا للصحة ، ومعالي الدكتور عارف البطاينة ، مديرا للخدمات الطبية الملكية الأردنية . يومها كانت قبلة المرضى ( العرب ) إلى الأردن ، على اثر أزمة الخليج ، ولم يكن لدينا ما نراه اليوم من مستشفيات بهذا العدد المتوفر اليوم ، والذي جاء نتيجة تلك الرغبة الصادقة للعلاج في الأردن .

فالمريض كان يفضل العلاج في مدينة الحسين الطبية ، وعدد محدود من المستشفيات الخاصة . ولكن ماذا حدث بتلك الفترة كان يطلب من المريض أن يدفع فاتورة علاجه بالعملة الصعبة ( الدولار ) . فضلا انه كانوا يدفعونه ( 150 ) % أي بزيادة ( 50% ) عن المريض اليمني .

يومها كتبت مسلسل معاناة المرضى العرب في جريدة أخبار الأسبوع ، كشفت إلى جانب الوجع من المرض ، الوجع المالي الذي كان يشكون منه المرضى العرب( اليمنيين ) . وحال أن تناهى إلى مسامع المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه ، تلك الشكوى ، طلب من الحكومة ، تشكيل لجنه لدارسة تلك المعاناة ، ولما اطلع جلالته رحمه الله عليها .

اصدر أوامره بان يعامل المريض ( اليمني ) معاملة المواطن الأردني ، بان يدفع ( 100 ) % . وبالعملة الأردنية ، وتعيين ملحق طبي أردني في اليمن ، وكان أول ملحق طبي أردني في صنعاء المرحوم الدكتور سليمان الفايز ، وأول ملحق طبي يمني في الأردن الدكتور يحيى العروسي .

واليوم وبتوجيهات ملكية سامية إلى الحكومة ، تتحدث عن فتح باب السياحة العلاجية ، شيء يبعث على أن جلالة الملك يحرص على إنعاش هذا القطاع . ولكن القطاع نفسه لدية من المعيقات ما يجعل المريض العربي لا يأتي للأردن للعلاج ( يهرب ) للعلاج في دول غير ( عربية ) ، وهنا أتحدث عن المرضى من اليمن .

فالعلاج في الأردن مكلف وخارج عن نطاق وقدرة المواطن اليمني والعربي ، ومنهم من بعض دول ( الخليج ) . وقد تناولت ذلك مع صاحب المعالي الدكتور سعد جابر وزير الصحة ، عندما كان مديرا للخدمات الطبية . حيث تناولنا ارتفاع كلف العمليات الجراحية والخدمات الفندقية والأدوية . وعندما بدأ أول مشواره الوزاري ، وبتوجيهات ملكية سامية عمل على تخفيض أسعار العديد من الأدوية . وجاءت جائحة كورونا وأخذت كل الاهتمامات لوقف تمددها وانتشارها والانتصار عليها . فالأدوية مازالت باهظة الثمن ، والعمليات الجراحية في العلالي . ليس للمواطن الأردني ألقدره على العلاج فيها . فكيف المواطن اليمني الذي يعيش اوضاعا صعبة للغاية الكل يعرفها جيدا .

وهنا لا اكشف سرا أن ( الهند ) تستقطب مرضى ( يمنيين ) بشكل كبير ، وكذلك ألمانيا ، وهناك سوق تركيا الذي هو الآخر يفتح أبوابه على مصراعيها لاستقبال المرضى اليمنيين . ويفضلون هذه الدول لان سعر العمليات الجراحية تناسب دخولهم وأوضاعهم المالية . وهي بالنسبة لهم رحلة ليست مرتفعة التكاليف كل شيء فيها ضمن المقبول والمعقول .بالنسبة للغة فإنهم يتغلبون عليها لوجود رعايا يمنيين وعرب بتلك الدول فلا مشكلة لديهم .

إذا أردنا سياحية علاجية ، فأول شيء ( تخفيض أجور العمليات الجراحية وكشفيات الأطباء والدواء ، والشقق السكنية ، والفندقية ، ومنع السوق السوداء في الاتجار بالمرضى من السماسرة والسائقين وبعض الأطباء الذين يدوخون المرض بإجراء الفحوصات هنا وهناك . وتصوير الأشعة . وغيرها .

وقد حدثني مسؤول يمني كبير بينما هو راقد ينتظر الطبيب لإجراء عملية قسطرة له وزرع شبكية ،سأله الطبيب : هل ( تريدها ) صينية أو أمريكية ( الشبكة ) . قال : نظرت إلية الآن ، يا دكتور تسألني هذا السؤال . (ليش ) ما سألتني ، وأنا عندك في العيادة .

مرضى السياحة العلاجية، سوف يواجهون غلاء في الأسعار ، ارتفاعا باهظا في تكاليف العمليات الجراحية والدوائية ، وهم أصلا يعانون من وضع مالي صعب في بلادهم . وهذا سيؤدي إلى امتناع المرضى من القدوم إلى الأردن للعلاج كونهم لا يحتملون وضعا ماليا خانقا يضاف إلى وضعهم في بلادهم .

إن إنعاش الوضع الاقتصادي في الأردن ،لا يتوقف على إنعاش القطاع السياحة العلاجية فقط ، وإنما مطلوب إنعاش قطاعات أردنية أخرى . ويتم ذلك من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لعودة المغتربين الأردنيين من بلاد الاغتراب بفتح الموانئ الجوية والبرية والبحرية . لغايات قضاء إجازاتهم الصيفية في ربوع الأردن بين أهلهم ومحبيهم الذين ينتظرونهم بلهفة واشتياق .

إن عودة المغتربين تسهم في إنعاش القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والصحية والتعليمية لان الكثير من المغتربين يعملون على تسجيل أبناءهم في الجامعات الأردنية ، وهذا سوف يسهم في زيادة دخل المملكة بالعملة الصعبة .

من هنا مطلوب من الحكومة التفكير وبصوت عال ( مغتربينا ) في ( الخارج نحن أولى بهم لزيارة وطنهم ) . فلا داع للاهتمام بالسياحة العلاجية على حساب إهمال عودة أحباءنا المغتربين من بلاد الغربة . وبقاءهم في بلاد الاغتراب . بعيدين عن الأهل والأحباب .

مدار الساعة ـ