انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

خلف الزيود يكتب: الاقتصاد.. لمَ لا يطبق الامثل: الاقتصاد الإسلامي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب: الدكتور خلف ياسين الزيود

كل شيء في هذا الوجود يعمل ضمن قواعد وظوابط ونظريات وتجارب لناس أو علماء أو جهد عالمي تم تجربته ونجح هنا وهناك, وبمعنى أدق الكل يستفيد ويأخذ من بعضه البعض.

فنجد اليوم على وجه الأرض النظريتين المتعاكستين حول الاقتصاد؛ الاقتصاد الرأسمالي، والاشتراكي والذي يتحكم كل واحد منهما بقسم من هذا العالم نفوذا وهيمنة، وهنا نجد الاختلاف البارز بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد الرأسمالي والاشتراكي، حيث يمارس الأفراد حريات غير محدودة في ظل الاقتصاد الرأسمالي بينما يصادر الاقتصاد الاشتراكي حريات الجميع وهذه حقيقة لا يختلف عليها أحد. ونجد الكل يبحر ويكتب ويعلم الاقتصاد تحت هذين الاتجاهين, بينما لا أحد يكتب عن الاقتصاد العظيم الذي بناه رسول البشرية, والذي احترم الفطرة التي فطر الله الناسَ عليها التي تسمح للأفراد بممارسة حرياتهم ضمن نطاق القيَم والمُثل التي تهذِّب الحرية وتصقلها، وتجعل منها أداة خير للإنسانية كلها, لا للممارسات التجارية التي تضيق على الناس كالربا والاحتكار, التي تؤدي الى الفقر والى ما هو عليه العالم اليوم من ازمات اقتصادية واجتماعية والتي حتما تؤدي الى الفوضى السياسية.

وعندما نرى ان النظام الرأسمالي يقوم على إباحة الملكية الفردية إباحة مطلقة، وحرية العمل والكسب من كل سبيل مستطاع, ونرى الاشتراكية بعكس ذلك, هنا تأتي المِلكية الحقيقية لله سبحانه والذي يملِك حقيقة ما في الأرض جميعًا وجعل الإنسان مستخلَف في الأرض للإعمار والاستفادة من مرافقها ومنافعها، والكل فيها سواسية لا فضلَ لغنيٍّ على فقير وهذا مبدأ العدالة بين الناس، العدالة في جميع مستوياتها، عدالة التملك، وعدالة التوزيع، وعدالة العمل، وعدالة الكسب والانفاق الفردي والمجتمعي وما هو باتجاه الدولة من ضرائب وخلافه.

وكل هذا محكوم بالرضا بين الناس وضوابط تضمن للعالم السلامة والأمن والاستقرار والطمأنينة، بغير إضرار للآخرين، وهذه المبادئ التي بناها واسسها نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بد من العودة اليها، لتنجو الإنسانية من الهلاك والدمار، والسير نحو الإبادة.

ان الله قد بعث في كل الامم انبياء ورسل وجميعهم كانو يدعو للسلام والامن والعيش والتعايش بعيدا عن الاستبداد والغش والخداع والسيطرة على الاخر. وجاء الخاتم لهم نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم, والذي جاء بالسلام؛ السلام الإيجابي الذي يرتقي بالحياة ويحترمها، سلام التوافق المبني على إطلاق القوى والطاقات للبناء والذي يعترف للفرد بوجوده وللجماعة ومصالحها وأهدافها، وبالإنسانية وحاجاتها.

ان الظروف الحالية التي نمر ونعيش هي الفرصة الذهبية لاعادة بناء الكيان االسياسي والاجتماعي والاقتصادي للاردن والبدء بتطبيق الاعتماد على الذات, وذلك من خلال ما يسمى بالاقتصاد الاسلامي والى جانب النظريات الاخرى. وهنا فان الاقتصاد الاسلامي يركز على:

التركيز على النمو الأخلاقي والبيئي والاجتماعي الذي يؤدي الى ثقافة سلوكية صحية وواقعية تحفظ الاستقرار الاقتصادي للدولة، ولا يتم الاعتماد على أية تقديرات غير حقيقية، كما هو الحال في الأنظمة الاقتصاديّة الأخرى.

اعتماد الدولة مبدأ العدالة الاجتماعية وذلك بالتوزيع العادل للدخل، وتحديد الطرق الصحيحة لإنفاق المال الى جانب اعتماد الزكاة ومبدأ التشاركية من قبل الجميع عندما تحتاج الدولة مثل هذا الوقت, لان الدولة ان ربحت أو خسرت فالمواطن شريك رئيس بهذا, والمواطن يعتبر أهم اصول الدولة وهنا تتجلى الولاية العامة بانها ليست للحكومات بل للشعب.

وعلية وبهذا يمكن أن نستبدل كل اسباب ضعف الاقتصاد أو انهيارة بسبب الربا والفوائد والضرائب وغيرها بتأسيس شركات التكافل وصناديق الاستثمار والعمل بقواعد الاقتصاد الاسلامي المعروفة للجميع, والذي بدأ العالم تطبيق بعض من قواعده عندما فشلت قواعد الانظمة الاقتصادية الاخرى, والتي تنادي بتخويف العالم بنظرية الندرة التي تقوم على فكرة أن الموارد الاقتصادية نادرة ولا تكفي البشرية متناسية أن الله قد تكفل برزق البشرية جمعاء.

فجاء الاقتصاد الاسلامي ضد هذه النظرية الخاطئة ونادى بالوفرة النسبية فالموارد الاقتصادية متوفرة وكافية لكل الحاجات الاقتصادية وقد أمرنا الله تعالى بعمارة الأرض باستغلال مواردها. وها هي الكثير من الدول التي يقال عنها محدودة الموارد تحقق لشعوبها عيش كافي وافي متزن, وهذا ما يثبت أن الموارد جاء بها الله وليس للانسان دور في زيادتها أو نقصانها أو حجبها أو التحكم بتوزيعها.

مدار الساعة ـ