بقلم الدكتورة شروق أبو حمور
ملاحظة: أصحاب الحالات التي اذكرها هي اسماء افتراضية لا علاقة لها بأصحابها على أرض الواقع.
كانت المريضةُ "فرح" قد جهزت الهدايا والعطور، البخور والحناء، دهن العود، والعباءات المطرزة، وأعدت حقيبة سفرها وزوجها وابنها، مستعدةً لتقضي اجازة الصيف واياهم بين أهلهم في الأردن، ومفضلةً وزوجها أن يسافروا براً بسيارتهم،وكانت تخطط وأسرتها كيف سيقضون الإجازة، وماذا سيفعلون، وكيف ستحتفل بعيد ميلادها الواحد والثلاثون، وكلٌ كان ينتظرهم بفرح، ولَم يكن أحدٌ ليتصور بأنها بايةُ "اللافرح".
لقد تعرضت الأسرة لحادثٍ مؤلم على الحدود الاردنية السعودية.
نُقلت فرح للمشفى بعد تعرضها لكسورٍ وأضرارٍ صحيةٍ مختلفة، تراقصت على أنحاء جسدها، وتعرضها لغيبوبة أفاقت منها بعد مكوثها لأيامٍ في قسم العناية الحثيثة.
-ماذا لو فقد زوجك بصره؟
- لو أخبروكي بأنه قد بترت إحدا يداه؟
وانتهت جلسةٌ كانت فرح قد تجرعت بها جرعات مضاعفة من الحزن، والالم والترح، كانت تلك الجرعة النفسية الأكبر، والتي لطالما أعددت لها وأسرتها ضمن شهور متتالية، تواكبت ومراحل تحسن جسدها وقدرتها على استيعاب الخبر.
المريضة تماثلت للشفاء وابنها ينتظرها في المنزل، واجازة عملها شارفت على الانتهاء، ولظروفها الصحية طلبت تمديدها، لقد غادرت فرح المشفى وهي تفكر بطفلٍ أصبح يتيم، وزوج توفي لتصبح الأرملة،وعمل في الخارج قد تخسره.
ولكنها مضت
"أهل مكة أدرى بشعابها"