أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بلال خماش يكتب: اَلْدُكْتُورَاه اَلْفَخْرِيَة وَمَنْحَهَا لِمَن لاَ يَسْتَحِقُونَهَا

مدار الساعة,مقالات,وزارة التعليم العالي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

الدكتوراه بالفرنسية (Doctorat) هي درجة الفلسفة في تخصص معين، وهي شهادة جامعية تمنحها الجامعات المعترف بها عالمياً وتمنح الدكتوراه الأكاديمية في بعض تخصصات كلياتها عن طريق مجلس عمدائها وبعد موافقة مجلس أمناء تلك الجامعات، وهي أعلى شهادات التخصص في مجال ما، وغالباً ما تُسْبَق بمرحلة الماجستير و تليها مرحلة الأستاذية ( دكتور محاضر متفرغ إلى أستاذ مساعد أ وب وأستاذ مشارك أ وب ومن ثم أستاذ)، التي تمثل الاختصاص الدقيق. تخوّل هذه الشهادة حاملها للتدريس، وفق اختصاصه في جميع جامعات العالم وممارسة البحث العلمي. تُمنح الدكتوراه بعد تقديم أطروحة مطبوعة ومناقشتها أمام لجنة من الأساتذة المتخصصين في نفس المجال، وعادة ما تكون تلك المناقشة علنية، يتم إثرها منح الدرجة أو حجبها أو المطالبة بالقيام ببعض التنقيحات وأطلقت الجامعات الإنجليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها. وبدأت فكرة منح الدكتوراه الفخرية في أمريكا منذ عام 1890 وتبعتها الدول الأجنبية الأخرى ويعود منحها قديماً للعصور الوسطى حيث منحت في ذلك الزمان إلى أسقف سالزبوري، ولها معايير عديدة تدخل في اختيار شخصيات إعتبارية ومنحهم الدكتوراه الفاخرية لخدمتهم البشريه، وقد تخطت فيما بعد فكرة التكريم لتصبح الغاية منها تحقيق مكاسب. فلعلّ أوّل من خطرت له فكرة منح الدكتوراه الفخرية، رغب بتقديمها لأشخاص تميّزوا في مجالات معينة وأبدعوا وقدّموا إضافات نوعية خدمت البشرية لشكرهم وتقديرهم. لكن الفكرة أُسْتُغِلَت في كثير من الأحيان وفي عالمنا العربي بالخصوص وَوُظِفَت لغايات نفعية أو دعائية، فدخلت الشهادة الفخرية في حسابات الربح والخسارة والعلاقات العامة والتملق السياسي.

حتى باتت بعض الجامعات تمنح الدكتوراه الفخرية كوسيلة لتأمين تمويل وتحقيق المزيد من الأرباح، أو من أجل تمتين علاقتها بشخصيات ذات نفوذ، لتكون الدكتوراه الفخرية جزءاً من العلاقات العامة التي تسهّل على الجامعة تنفيذ الكثير من أمورها. وقد تم إساءة صلاحية منحها لبعض الشخصيات في بلادنا العربية للأسف الشديد مما جعل حملة الشهادات الرسمية وهي الـ Ph. D. يستاؤون جداً ويقول بعضهم: لقد بهدلوا شهادة الدكتوراه الرسمية بمنح بعض الجامعات الرسمية أوالخاصة أو جهات أخرى الدكتوراه الفخرية لمن لا يستحقونها. وبناء على ما تقدم فان الدكتوراه الفخرية هي درجة تكريمية وتقديرية وليست اكاديمية وبالتالي فان كتابة ( د. او الدكتور قبل إسم الشخصية الممنوحة الدكتوراه الفخرية في شارات أسمائهم أو اسمائهن على صدروهم المشعة والتي تضيء وتطفئ في كثير من المناسبات أو على اليافطات التي يضعونها على مكاتبهم بطول نصف متر وإرتفاع ربع متر وفي تواقيع الكتب التي يوقعون عليها في مراسلاتهم الرسمية وكذلك في الصحف هذا إجراء غير صحيح ولا يحق لهم فعله البتة ). علماً كما قيل لنا عن بعضهم (ممن عملوا معهم ويعرفونهم عن قرب) أنهم لا يحملون الشهادة الثانوية وكان بعضهم يشتغلون سائقي قلاَّبات أو شاحنات أو على بدالات السنترال أو غير ذلك في دول الخليج وبالخصوص في الإمارات. وجمعوا فلوسهم من تلك الدول وللأسف الشديد بطريقة ما أصبحوا يملكون بعض المؤسسات التعليمية أو التجارية في بلادنا العربية وعينوا أنفسهم رؤساء مجالس إدارات تلك المؤسسات وأصبحوا يأمرون وينهون ويتحكمون بحملة الشهادات الأكاديمية العليا الرسمية (نحن في آخر الزمان).

كما أنه يحق لمن مَنَحَ الدكتوراه الفخرية من الجامعات سحبها ممن كرمتهم بمنحهم تلك الشهادات دون إبداء أي أسباب لأنها شهادة كما قلنا تكريمية وليست أكاديمية. وقد فعلت ذلك جامعة الخرطوم مع العقيد معمر القذافي الذي كان قد منح الدرجة نتيجة لمساهمته في بناء قاعة محاضرات موجودة الى الآن في الجامعة وكما فعلت الجامعات المصرية بسحب الدكتوراة من السيدة سوزان مبارك مما يؤكد انها ليست درجة مرجعية. لهذا فإننا نحن الأكاديميين الذين مروا بالمراحل الأكاديمية المتتالية والطويلة قبل حصولهم على درجة الدكتوراه الرسمية وهي: الثانوية العامة، البكالوريوس، الماجستير، ومن ثم الدكتوراه والتي إستحقوها بعد مناقشة رسائلهم من لجان مختصة معترف بها عالمياً، أن يطالبوا بسحب شهادة الدكتوراه الفخرية من كل من أساء إستخدامها. وأن يطالبوا وزارة التعليم العالي بتوجيه كتب رسمية لكل الجامعات الرسمية والخاصة التي منحتهم إياها بهذا الخصوص، وبأمر الجامعات بتقنين منح الدكتوراه الفخرية فقط لمن يستحقونها ووفق المعايير العالمية لمنحها. بصراحة البعض ممن منحت لهم الدكتوراه الفخرية ولا يستحقونها (صَدَّقُوا حالهم) وأصبحوا ينافسون حملة شهادات الدكتوراه الأكاديمية ويسبقونهم في الجلوس في الصفوف الأمامية في جميع المناسبات ويسبقونهم في إلقاء الكلمات وأي كلمات؟! دون إبداء أي إحترام للعلم والعلماء. ولا نريد أن نذكر بعض الأسماء لأن الله طلب أن نستر على الناس (أستر يَلِّي بتستر). فنقول لحملة الدكتوراه الفخرية رحم الله إمرِئٍ عرف قدر نفسه فإلتزم حده فإلتزموا حدودكم ولا تتجاوزوها يا رعاكم الراعي.

مدار الساعة ـ