مبارك عليكم شهر رمضان الفضيل، اللهم إجعله شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار. وندعوا الله أن تزول هذه الغمه من على قلوب الناس في العالم أجمع ألا وهي أزمة وباء الكورونا كوفيد-19. لقد فاجأ هذا الفيروس القاتل العالم بأجمعه بقدرته على إخفاء نفسه في أجسام البشر خلال فترة حضانتة والتي لا تقل عن أسبوعين ويكون معدياً خلالها. وعلى قدرته على الفتك بأرواح البشر حيث بلغت إحصائيات العالم حتى يوم أمس عدد المصابين 2.71 مليوناً، عدد المتعافون 743 ألفاً، والوفيات 191 ألفاً والعدادات لم تتوقف مستمرة في العد كل دقيقة. أكثر من مئتي دولة في العالم تعاني من آثار هذا الفيروس إقتصادياً وإجتماعياً.
إنخفض سعر النفط في العالم إلى الحضيض والسبب في ذلك واضح لأن العرض أكثر من الطلب وذلك بسبب تعطيل حركة الطائرات والسفن والقطارات والمركبات بمختلف أنواعها وتعطيل المصانع في جميع دول العالم ... إلخ. فمن المتوقع أن ينخفض سعر النفط يوماً عن يوم بسبب الحظر على التنقل والحركة في جميع دول العالم بأسره. ولكن لماذا تأثر سعر النفط الأمريكي أكثر من غيره بالإنخفاض؟ لأن أمريكا من عادتها أن تلعب دوراً كبيراً في إرتفاع سعر النفط في العالم أو إنخفاضه. فقبل فترة كانت هناك منافسة بين السعودية وروسيا وإيران. غيرهاعلى إنتاج النفط ولعبت أمريكا دوراً كبيراً في إنخفاض أسعاره لتشتري أكبر كمية من النفط من تلك الدول وتقوم بتخزينه في خزانات أو بواخر خاصة بالنفط مستأجرة ولم تأخذ بالحسبان تأثير فيروس الكورونا عليها وعلى دول العالم هذه الأشهر العديدة وإستمرار تأثيره حتى وقتنا الحاضر دون إكتشاف علاجاً أو مصلاً له. وبذلك أصبح تكلفة تخزين النفط أكثر من عوائده عليها، ولهذا السبب إضطرت أمريكا إلى تخفيض سعر نفطها بإستمرار وأي نفط آخر يكلفها تخزينه أكثر من عواده عليها حتى وصل سعر البرميل أقل من دولار للتخلص من دفع أجرة تخزينه العالية. لأن بورصة النفط تعمل على مدار الساعة والدقيقة وكذلك أجرة اىتخزين في العالم.
وكما يقول المثل غلطة الشاطر بألف وكما قال تعالى (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ (فاطر: 43)) ، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( لأنفال: 30))، (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف:99)) ، (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (النمل:50)). وها هي أمريكا بطريق غير مباشر تضطر لإفادة الدول الفقيرة من أسعار النفط المتدنية والتي كانت تستغل شعوبها دون رأفة ولا رحمة ورغم أنوف بعض دول ألـ أوبك (OPEC) الذين همهم جميعا أن يجنوا أكبر أرباح من النفط دون رأفة أو رحمة أيضاً بالدول الفقيرة والمنعدمة إقتصادياً. سبحانك ربي كم أنت عظيم وعلى كل شيء قدير.