انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

سعد.. يا مورد الأبل زمن الكورونا

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/19 الساعة 22:34
حجم الخط

كتب: د.م عبدالحفيظ حسين الهروط

أيها الناس: قبل 1440 عاما؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ)). فالسنوات الخداعات هي فساد التصورات وانقلاب المعايير واختلال الموازين بأن يقوم المرء التافه (الرويبضة) بركوب المعالي ويتكلم بما يريد في الأمور العامة. فيصبح فيروس الجهل أكثر إنتشاراً من فيروس كورونا وأشد فتكاً. لذلك، فقد ظهر فساد الناس في البر والبحر بارتكابهم الخطايا والظلم والاستبداد. وهكذا، أدى هذا إلى جهل العلم واستبداد النفس على العقل. فحل الخصام محل الوئام، فكفرالإنسان بأنعم الله وأصبح عبدًا لفيروس الجهل. وهذا يتناقض مع الفطرة البشرية السمحة التي فطرها الله بنعمته في خلق الإنسان بعقل مسلح بالعلم والمعرفة.

ثم جاء الابتلاء الرباني الكبير بوباء كورونا (الجائحة العالمية) ذاك الجندي الصغيرغير المرئ المرسل نذيراً من قبل ربنا للناس جميعاً وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ . إنه الفيروس التاجي الذي أجبر 4 مليار شخص حول العالم بالحجر الصحي المنزلي والتباعد الاجتماعي. كما وقف أعمالهم وأرعب قلوبهم التي عصت الله وذكره والتي سقطت في المعاصي والفساد والغفلة. وكذلك قارعاً طبول الحرب بإضرام نيران الانتقام الربانية في أرجاء المعمورة؛ بالموت الزئام القادم اليكم أيها الناس لا محالة ولو تحصنتم في بروج مشيدة، جاعلاً دنياكم لا قيمة لها. وسيرحل عنكم حين يأذن له ربنا تبارك وتعالى، بعد معالجة مرض غفلتكم وبعدكم عن ذكر الله سبحانه وتعالى، بعد أن حذركم منها بقوله جلَت قدرته: تلك حدود الله فلا تعتدوها.

لذلك ، أجبر كورونا جميع البلدان على اتخاذ الاحتياطات اللازمة باستخدام أفضل الأساليب في إدارة الأزمات: عالميا وإقليميا ومحليا على مستوى الأسرة والفرد. ونحن نشكر الله على نعمه الإلهية على وجود الأردن السرمدي في بلاد الشام. وكذلك قيادته الهاشمية الحكيمة وموارده البشرية العلمية وحكومته الرشيدة وجيشه العربي وجهازه الأمني المعده كلها للقضاء على أي عدو يلوح في الأفق. وفي زمن الكورونا، فقد كان لوجود ثلة من الرجال الذين جددوا العهد أن يبقى الأردن من أقوى دول العالم بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي قام بتوحيد الجهود العالمية لمكافحة هذه الجائحة. وذاك البدوي الاديب اللواء سعد جابر المعتق في دهاليز الطب الإنساني والأدب العربي؛ نطاسي القلوب الذي عرفته عندما انقذ قلب أمي. كما قاد الجيش الأبيض في حشد قواته الصحية بالحرب على عدوان كورونا المستجد. أما ابن الكرك حفيد الغساسنة (فتى أهل الهية) أمجد العضايلة ذو الشخصية الوازنة، صاحب الكلام الهادئ والحازم، والمعتق في أدائه الدبلوماسي؛ الذي فرَحنا بقدومه لأننا نطمئن لخطابه الوطني المقنع. كما قاد إعادة صياغة خطاب الهوية الوطنية الأردنية الجامعة ليصبح إعلام دولة بامتياز؛ لتحقيق الرضا العام والسلم الأهلي الشامل.

فالأردن ولّادة الرجال الرجال؛ أمثال سعد وأمجد وغيرهما كتوأمين متلازمين في البذل والعطاء اللذان استحقا حب الأردنيين بإعادة الثقة ذات المرض المزمن بين الحكومات والمواطن. وصاحبا الشفافية ذات المعلومة الدقيقة بالحوار والاستماع للمواطن ومشاركته في إيجاد الحلول الناجعة. وقد قاما بتطويرالمشاريع والبرامج بإحلال الوئام بدل الخصام لكي نرعب ونقهر كل الفيروسات ومنها كورونا. كما طبقوا حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها نبي الله:((أنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد)) ونحن الشعب الأردني نقول لكم بكل التوفيق والازدهار والفلاح. نكرر كلمات رب العرش العظيم: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ. ومتأملين أن المر سيمر بإذن الله. حمى الله الوطن والقيادة والشعب الأصيل# بالتزامكم في البيوت، والإنسانية جمعاء من هذا الوباء اللعين.


مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/19 الساعة 22:34