انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الرواشدة تكتب: العالم خلف قضبان كورونا

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/13 الساعة 14:41
حجم الخط

كتبت: د. روان الرواشدة

قبل مئات السنين بل الاف السنين , كان البشر يعيشون في مجتمعات صغيرة منعزلة, لم تكن هناك المواصلات ولم يكن هناك ازدحام سكاني. كان كل شيء ان حصل!! يحصل على نطاق ضيق. بمصطلح عامي "بيناتنا وعلى الضيق"
تغيرت الأحوال , وفي غمرة ازدياد اعداد السكان وتطور الاكتشافات وسهولة التنقل , بدأت حركة تنقل أيضا لكائنات صغيره لا ترى بالعين المجردة , فأعجبت بتغير المناخ ربما او باختلاف ثقافة الشعوب .... لربما اكتشفت مكانا أفضل لها , للعيش والتطور والانتشار فالانتشار ومن ثم أيضا الانتشار.

وكما يقول المثل " من ليس ه ماض ليس له حاضر " , وماضي تلك الكائنات مثقل بالأحداث والوفيات والمرض , لكن ليس من سربها بل من من سرب البشر ز هذه الكائنات وأولها الجدري والحصبة قادره على انت تطور نفسها من خلال الحيوانات ومن ثم تفتك بالبشر وتنتقل من بلد الى اخر وتحقق جائحة وأعداد وفيات كبيرة.

في عام 1980 مثلا استطاع فيروس الانفلونزا أن يحقق حالات إصابة بوتيرة متزايدة ليصل حد سمي به بالوباء. فهذا يكون الأمر عندما ينتشر مرض جديد , لا يتمتع فيه الناس بالحصانة ويبدأ بالانتشار الجغرافي على نطاق واسع.

وفي عام 2002 ظهر في مقاطعة بجنوب الصين فيروس السارس, والذي هو احدى أنواع فيروسات الكورونا السبع , وقد انتشر الى 29 دولة لكنه سبب أغلب الوفيات في الصين وأمريكا , لذلك لم يعلن عنه بأنه وباء.

أيضا في ال 2012 م عندما ظهر الميرس وهو الجندي الثاني لفيروسات كورونا. فقد كان له نوبات انتشار متكررة لكنه لم ينتشر على نطاق واسع ولم يصل لمرحلة الوباء كذلك.

في عامنا الحالي ظهر النوع المستجد من فيروس كورونا , لينتشر في العالم على نطاق واسع وليشكل وباء بل جائحة تجبر الأبواب والنوافذ بالإغلاق على ساكنيها.

لم تستطع فيروسات الأنفلونزا بأنواعها الطيور والخنازير ولا حتى أنواع الكورونا الأخرى سابقا بأن تجعل العالم وراء قضبانها. أما العالم اليوم يقف خلف هذه القضبان, لكن ما هي التهمة؟! ومن هو القاضي؟! أترك الجواب لكل واحد منا يقف خلف القضبان تلك اليوم....

لربما أن يكون العالم أجمع خلف القضبان أكثر فضلا من أن تكون عددا من الدول خلفها فقط , فكما كان الوباء منوطا بمنطقة من المناطق في العالم , كانت كذلك اكفاءه الطبية منوطة بهذه المنطقة لحل هذه المعضلة باجتهادهم الشخصي , غير منفتحين على الدول الأخرى التي أصيبت بنفس الداء وتعاملت معه بنجاح, لذلك كانت خسائرهم كبيرة. وفي ظل الانفتاح أنشئت منظمات صحية تبحث عن الأوبئة وطرق علاجها في جميع الدول وأخذ الأجدر منها ونشرها الى الدول المصابة للتعامل بها.

هذه العملية أنتجت ما يسمى بالبروتوكولات في التعامل مع أي داء. لذلك نحن نأخذ الطريقة الصحيحة للتعامل مع المرض بخبرة من سبقنا, ولا نغامر بحياة المرضى بتجاربنا التي لا نعرف نتائجها. وهذا هو الانفتاح العالمي المثمر رغم القضبان.

ان أثر الوباء على العالم أجمع بأبعاده السياسية والاقتصادية والنفسية قد أودى بنا لخسارات هائلة حتى هذه اللحظة حتى من زاد استثماره لأسباب معينه لكنه ولا بد يعاني من اثار الفيروس نفسيا وسياسيا على مستوى دولته. لا مفر لنا من الأثر النفسي أبدا.

قد نكون اليوم سجناء منازلنا!! لكن تبقى أفكارنا هي مسعفنا الأولي الوحيد لتخطي عقبات هذه الأزمة. فمن الطبيعي أن نمر جميعا في حالة من القلق والتوتر والخوف لكن علينا أن نتحكم بردود أفعالنا أيضا اتجاه هذه الأزمة.

فلا ضير ان قرأتم عن المرض ومسبباته وعن الخدمات التي توفرها الدولة وطرق الوقاية السليمة من المرض. كذلك انتبهوا على بعضكم البعض وقدموا الرعاية النفسية لكل فرد من حولكم.

تحلوا بالهدوء والتزموا بالروتين , وان سمعتم خبرا ما تحققوا من صحته!! قد نستطيع جميعا أن نخلق من أربع جدران عالما واسعا بخيالنا وأحلامنا وطاقتنا الإيجابية.

كلنا محامو هذه القضية, وكلنا على قدرة عالية بجعل المتهم يسكن أبدا في سجن تهمته , لنخرج يوما ببراءة الصحة والعافية علينا جميعا.

* الجمعية الأردنية للإسعاف

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/13 الساعة 14:41