بقلم: الصيدلاني شادي شفيق عبيدات
نجلس في بيتنا (حجرا صحيا) مقيدة افعالنا وحركاتنا معزولين عن العالم الخارجي، علاقاتنا الاجتماعية قد توقفت، شركاتنا أغلقت وأعمالنا عند الغالبية قد تجمدت، اهتمامنا الوحيد الان منصب على صحتنا الجسدية فقط!
العالم قد تغيير فعلا ولن يعود كما كان قبل الكورونا!
ان فيروس كورونا كقوة جاذبية تأثر بشدة على افكارنا ومشاعرنا وسلوكنا، فنحن نهتم بإجراءات السلامة العامة ونستمع لأخر المستجدات على مستوى الصحة وتطورات المرض ونتساءل متى يتوفر المطعوم الشافي؟ نشعر بالقلق والتوتر والخوف من المجهول
ونتساءل ماذا سنفعل بعد انتهاء الازمة وكيف سنسير اعمالنا ونتأقلم مع الوضع الجديد!، نحن حرفيا نسقط ارضا تحت مؤثر للبيئة ...قوي للغاية الا وهو الفايروس!
ان هذا المؤثر الصغير قد سيطر على عاداتنا ووضع الإنسانية في حالة صراع على البقاء مع هذا الفايروس، اننا نندفع بشدة نحو البيئة نحاول التأقلم بحثا عن الصحة الجسدية كأعظم اولوياتنا.
عندما يتوفر المطعوم والعلاج الناجع ستضعف حدة تأثير هذا الشيء الصغير (الفايروس) ويصبح في مقدورنا ان نذهب ضد الجاذبية اذ ما تحررنا قليلا من سطوة هذا الفايروس المرعب
حاليا على مستوى الشركات نجد ان أولوياتها وأنشطتها قد تأثرت بتغييرات البيئة الجديدة فتجمدت انشطتها واتجهت للاهتمام الشديد بالصحة الجسدية والشعور بالأمان للموظفين والعملاء
الشركات مطالبة بتبني عادات جديدة تذهب بها ضد الجاذبية (ضد تلك القوى التي انتجتها الكورونا)، يجب ان تتغير أولوياتها او تتعدل حتى ينعكس على أنشطتها العملية, فتضمين الجانب الصحي اصبح ضرورة لنجاحها, كالاهتمام بالتباعد الاجتماعي مع العميل اوبين الموظفين قدر الإمكان من خلال استخدام أدوات التكنولوجيا المتطورة كالتسوق و الدفع الالكتروني و غيرها من الخدمات الإلكترونية المتطورة, وكذلك الاستثمار في القطاع الصحي و خصوصا الصحة الشخصية الذي سيزداد بشكل كبير و العمل عن بعد لبعض الدوائر بالشركات وايضا الاستفادة من معالجة المعلومات الكبيرة لتوفير المصادر المالية و تحسين الأداء النوعي, وكذلك ادراج خطط الطوارئ ضمن أولوياتها. ان اكتساب هذه العادات سيعمل على احقاق التوازن المطلوب والذي يظهر الفاعلية للشركات خلال الفترة القادمة، نعم يجب ان تتطور المؤسسات وتذهب ضد الجاذبية باكتسابها أفكار خلاقة تهتم بجانب الصحة الجسدية والسلامة العامة يدا بيد مع الجانب التطوري التكنولوجي للحضارة الإنسانية
بعد الكورونا سنصبح أكثر وعيا بصحة اجسادنا وسوف يشتد الانتباه لما يحدث في بيئتنا، سترحل ردود افعالنا العصبية ومشاعرنا المندفعة بعيدا، سندرك عندها ان فايروس الكورونا قد جاء ليجعلنا متيقظين لحياتنا ومقدرين لتلك النعم من حولنا نحاول دوما ان نذهب ضد الجاذبية لنحقق التوازن والانسجام