بقلم خوله كامل الكردي
لا يخفى على أحد أن البحث العلمي الطبي في الوطن العربي، يمر باصعب مراحله منذ عقود طويلة، حيث يعتبر البحث الطبي من أقل البحوث إنجازا، مما يدعو للتساؤل: إلى متى سيبقى البحث الطبي يراوح مكانه من غير إحراز أي تقدم ملموس؟ وما التراجع في البحوث الطبية إلا بسبب عدم وجود رؤية واضحة من قبل الحكومات العربية، لأهمية إنشاء المراكز البحثية الخاصة بإنجاز البحوث الطبية.
فقد مرت عقود كثيرة، والبحث الطبي لا يبشر بأي تطور يذكر، فالباحث يحتاج إلى توفير أدوات ومعدات بحثية، تمكنه من القيام بالعمل البحثي اللازم، فشح الموارد البشرية والمادية تعد من احد أهم الأسباب المؤدية إلى تراجع البحوث الطبية بشكل مستمر، حيث لا يعد من ضمن الأولويات للعديد من المجتمعات العربية، بالمقارنة مع الدول المتقدمة والتي تولي البحوث العلمية الطبية وغيرها من البحوث كل الاهتمام والرعاية المطلوبة.
ومع ظهور مرض الكورونا بات من الضروري إيلاء البحوث العلمية وبخاصة الطبية منها، اهتمام الحكومات بمختلف توجهاتها.
فهل مقدر على المجتمعات العربية أن تنتظر جلب الدواء والعلاج لأي معضلة صحية، من الدول الأخرى والتي تعنى بالابحاث العلمية وانتاج اللقاحات والعقاقير الطبية؟ ألم يان الأوان كي تسن الحكومات العربية القوانين التي تسمح باعداد المختبرات والمعامل للشروع في التجارب والاختبارات؟ كي يتمكن الباحثين من عمل إنجاز طبي يساهم فى النهوض بالعمل الطبي، والاعتماد على القدرات والكفاءات العربية الكثيرة.
وعلى الرغم من كل النداءات والمحاولات الحثيثة للعديد من الباحثين، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل أو توقفت يسبب قلة الدعم المادي والمعنوي.... إن البحث الطبي العلمي لا زال عاجزا عن إحراز أي تقدم ملحوظ، ولا زالت الجهود ضئيلة وغير قادرة على أن تثمر عمل يشار له بالبنان.
فإذا ما صنفت الإنجازات الطبية العلمية في العالم، ستتذيل الإنجازات الطبية العربية قائمة الإنجازات وبتفوق منقطع النظير؟!