منذ أن إستلم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الحكم في الأردن بعد وفاة والده باني الأردن الحديث جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال، وجلالته يُرَكِزُ كثيراً على العمل بروح الفريق ويكرر الكلمتين "روح الفريق " أسوة بوالده واجداده الهاشميين.
وبالفعل أساس نجاح أي فريق عمل أو مؤسسة أو دولة يتجلي في عمل روح الفريق فيما بين أعضائه. علاوة على ذلك يلجأ جلالته إلى أمر الشورى في إتخاذ أي قرار ملتزماً بقول الله تعالى (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (الشورى: 38)). وقد تجلت هذه الصفات في دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر منيف الرزَّاز في تعامله مع جلالة الملك قائد البلاد ومن ثم مع فريق عمله الوزاري. مما كان له الأثر الكبير في نجاج المسيرة في أردننا العزيز طيلة السنوات الماضية وحتى وقتنا الحاضر وفي المستقبل بعون الله. وبالخصوص في إدارة أزمة الكورونا في وقتنا الحاضر، فقد تبين لنا من بعد ظهر أمس السبت الموافق 04/04/2020 عن طريق اللقاء التلفزيوني مع قناة رؤيا في برنامج " حلوة يا دنيا " مع المذيعة ديالا والذي تم مع معالي وزيرة السياحة والآثار مجد شويكة. وقد تبين أن دولة رئيس الوزراء إتصل صباح يوم أحد مع الوزيرة وهي متوجهة لرئاسة الوزراء وأخذ رأيها بسؤاله لها: مجد: هل عندنا جاهزية لإستقبال خمسة آلاف شخص قادم للأردن من أردنيين وزائرين وضيوف لحجرهم لمدة أسبوعين في فنادقنا؟. فأجابت معالي شويكة نعم، وإذا لم يكن عندنا جاهزية سوف نقوم بتجهيزهم. وبعد ذلك بدأت الوزيرة القيام بعمل إحصائية بعدد الفنادق الموجودة في البحر الميت وعمان. وكان لا بد من الإتصال مع معالي وزير الصحة ولجنة الأوبئة والقوات المسلحة وغيرها من الجهات المسؤولة الرسمية للعمل كفريق واحد لتجهيز الفنادق للعدد المطلوب من القادمين.
وبالفعل فكرة إستضافة القادمين في فنادق خمسة نجوم لحجرهم مدة أسبوعين لاقت الموافقه والإعجاب من جميع أعضاء اللجنة المجتمعين في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات مع معالي الوزيرة. وقد تم إعطاء الأولوية لفنادق خمسة نجوم ليشعر القادمون بمدى الإهتمام بهم وليأخذوا راحتهم بعد معاناة السفر وبذلك يحفظ للإنسان إنسانيته وكرامته. وبالفعل نجح فريق العمل في توفير الفنادق المطلوبة في البحر الميت وعمان وعن طريق التنسيق مع جمعية أصحاب الفنادق حيث كان لها دور رائد في إنجاز المهمة. وكان عمل اللجنة المسؤولة عن ذلك يتواصل حتى الساعة الرابعة والخامسة صباحاً. وكان هم كل واحد من أعضاء الفريق من موقع المسؤولية تجهيز وإعداد الفنادق لإستقبال العدد المطلوب وهو خمسة آلاف قادم. علاوة على ذلك قامت الوزيرة بالأمر بتأسيس خط ساخن بين المحجور عليهم وغرفة العمليات في وزارة السياحة والآثار ليتم التواصل بين المحجورين وأعضاء غرفة العمليات لتلبية ما يحتاجون له وللإجابة على ما لديهم من إستفسارات. كما إتفقت الوزيرة مع شركة جت حيث تم بناء خيمة من أجل أن يتم التواصل بين المحجور عليهم وأهاليهم وإرسال ما يرغبون في إرساله الأهل لهم مع باصات جت، وذلك لعدم إمكانية وصول الأهل للفنادق لسريان الحظر في جميع أنحاء الأردن. وبعد إنتهاء مدة الحجر تم توديع المحجور عليهم بالورود من قبل القوات المسلحة وبكروت شكر وثناء وزعت على كل واحد منهم على تعاونهم وما تحملوه من إجراءات الحكومة في حجرهم لمدة أسبوعين. وكان ذلك من قبل وزيرة السياحة والآثار، وقد تم توزيع تلك الكروت على مركبات المغادرين للحجر عن طريق سيارات كريم. كما وتم الترتيب والتنسيق مع معالي وزير الصحة وسلاح الهندسة الملكي لتعقيم الفنادق بالكامل خلال أيام الأربعاء والخميس والجمعة وكذلك الأماكن السياحية والوزارة لأن سلاح الهندسة الملكي عنده خبرة في التعقيم.
وبالفعل فكرة دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزَّاز الأكرم في إستقبال خمسة آلاف من القادمين للأردن في فنادق خمسة نجوم. وما تم من جهود مضنية من قبل فريق عمله الوزاري بالتنسيق والعمل مع كل الجهات المعنية من القوات المسلحة والأمن العام ووزارة الصحة وكوادرها الكاملة ... إلخ. وقد ساهم كل من شارك من المسؤولين والأفراد ممن ذكرنا من الجهات الرسمية برسم صورة جميلة جدا عن الأردن للعالم أجمع لا تقدر بثمن ولاتنسى وستبقى في أذهان كل من سمع وعرف بها من البشرية في العالم للأبد. نعم الأردن صغير بإمكاناته وعدد سكانه، لكنه أثبت في هذه الأزمة أزمة الكورونا أنه كبير جداً بقيادته الهاشمية الفذه وبحكومته وبرجالاته وما عندهم من أفكار وقدرات على الإبتكار وإيجاد الحلول المناسبة والممكنة بسرعة غير مسبوقة وبتجسيد العمل بروح الفريق الواحد. وقد أثبتوا جميعاً أنه بالعزيمة والتصميم والإرادة يمكن أن يصنع المستحيل والتي لم تستطع أن تفعله الدول العظمى. وقد تم تناقل ما تم من إجراءات قامت بها القيادة والحكومة والجهات الرسمية في الأردن على وكالات الأخبار العالمية وعلى جميع وسائل التواصل الإجتماعي. ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً وفي مقدمتنا قائد الوطن وولي عهده الأمين والحكومة والمسؤولين دون إستثناء على إجتياز هذه الأزمة بسلام ونجاح ليسجلها لنا التاريخ تحت عنوان عظمة القيادة والحكومة والمسؤولين والشعب في الأردن في إدارة الأزمات. وبالفعل يا دولة الرئيس كما قيل: الفرس من الفارس وأنت فارس هذه الأزمه في الحكومة والفارس الأكبر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.