بقلم: أحمد ذيبان
قدر المزارعين أن تأتي مصائبهم مجتمعة، فما أن خرجوا من موجات الصقيع الاستثنائية هذا الشتاء، ثم جاءت عاصفة" التينين" الاسبوع الماضي ودمرت الكثير من الببوت البلاستيكية ، وأتلفت المزروعات في الاغوار والمناطق الشفوية، وهو ما كبد المزارعين خسائر فادحة ، تضاف الى أزمات القطاع الزراعي المستعصية ،منذ عقود والتي تتلخص بالاختناقات التسويقية وارتفاع كلف الانتاج ومشكلات العمالة ، حتى هبطت أزمة كورونا وتداعياتها غير المسبوقة، التي وصلت الى حد تفعيل قانون الدفاع وفرض حظر التجول، لأول مرة الأولى منذ عشرات السنين بهدف الحد من انتشار الوباء..
وبين شكاوى المزارعين والتصريحات الرسمية التي تحمل الوعود والتفاؤل، مسافة كبيرة تتعلق بالحقائق على الأرض، ومساء الثلاثاء تلقيت أكثر من اتصال من مزارعين بينهم محمد فندي ، ومصلح الحمدان الذي يزرع مئة وحدة زراعية ،وأقسم لي أن خسائره في عاصفة "التنين" بلغت نحو 40 ألف دينار، وتحدثت مع رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن عدنان الخدام، وأكد لي أن الأزمة كبيرة وموجعة للمزارعين ،وحسب وصفه يجد خلل في كبير في إدارة أزمة كورونا وتداعياتها على اقطاع الزراعي..
والمشكلة تتلخص بعدم وجود توريد الى السوق المركزي في عمان، وعدم نزول التجار الى الغور لشراء المنتوجات بسبب حظر التجول ، وترتب على ذلك تلف المحاصيل التي إما يقطفها أصحاب المزارع ويلقوا بها في الأرض والشوارع ! أو أن تبقى على "أمهاتها" النبتة ، وبالتالي تتلف خاصة بالنسبة للمحاصيل التي لا تحتمل الانتظار لأكثر من بضعة أيام مثل الخيار والكوسا، وف كل الأحوال فإنها اذا بقت ،تشكل عبئا كبيرا على النبتة يفوق طاقتها ما يؤدي الى تلفها .. وبالنتيجة المزيد من الخسائر والاحباطات للمزارعين..