الأمن الصحي في الوطن مهم جداً ويجب ألا يستهان به نهائياً، فكيف وإذا كان هناك مرض قاتل ينتشر بين الناس بسبب فيروس الكورونا المستجد والقاتل.
لقد قامت الحكومة ووزارة الصحة والجهات المختصة في الأردن بدور كبير في التوعية والنصح والإرشاد وفق إمكاناتها ولم تدخر أي جهد. ومن هذه الإجراءات التي تم إتخاذها من قبل الحكومة وتم الإعلان عنها يوم أمس هي: إغلاق الروضات والمدارس والكليات والجامعات لمدة أسبوعين لمنع إنتقال الفيروس من أي شخص لغيره. إصدار فتوى من دائرة الافتاء بعدم وجوب أداء الصلاة في الجوامع كما كان معتاداً خوفاً من إنتقال الفيروس بين المصلين ومن ثم إلى أهاليهم وأقاربهم ومن يتعاملون معهم. منع المناسبات المختلفة والتي يكون فيها التجمعات الكبيرة للناس والتقليل من التنقل في الأسواق إلا للضرورة ومحاولة الإعتزال في البيوت خلال هذين الأسبوعين للضرورة القصوى. الإلتزام بعدم العناق والسلام باليد وتقبيل الأيدي أو الرؤوس أو الخشوم ... إلخ. علاوة على إستخدام المعقمات وتنظيف الأيادي بالصابون والمعقمات بشكل مستمر لكي لا يعطى هذا الفيروس الفرصة للإنتقال أو التمكن من أيٍ من المواطنين.
فعلى كل مواطن منتمياً لقيادة هذا الوطن والوطن العزيز وعنده الوعي والحس الوطني ويهمه المصلحة العامة للمواطنين والمقيمين أجمعين الإلتزام بكل التعليمات الصادرة عن المصادر الرسمية في الدولة حول موضوع فيروس الكورونا المستجد. لأن موضوع فيروس الكورونا القاتل ليس سهلاً كما يظنه بعض الناس وإنه أعجز الدول العظمى التي عندها من الإمكانات والإستعدادات ما تفوقنا بملايين المرات. ومشكلة الأردن هو بالقادمين من بلدان متفشياً فيها الفيروس بشكل كبير ومن ثم يحاولون إخفاء حقيقة أنهم مصابين أو يحاولون إن وضعوا في الحجر الهروب منه. لقد خصصت الحكومة مشكورة أماكن للحجر في كل من مستشفى البشير ومستشفى الأمير حمزة لحجر المصابين بهذا الفيروس. ولكن للأسف الشديد تم الإعلان عن هروب أكثر من شخص من الحجر من كلا المستشفيين. لا يخفى على أحد أن هروب الشخص المصاب يؤدي إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص الذين يتعامل معهم وهم لا يعلمون أنه مصاب وبعد ذلك ينتشر المرض إلى عائلة كل شخص حمل الفيروس وأفراد العائلات بدورهم ينقلون هذا الفيروس لكل من سيتعاملون معهم من أقارب وجيران ... إلخ. وهنا تقع الكارثة في الإنتشار السريع لهذا الفيروس بين الناس. فعلى كل إنسان أن يعي تماماً أن التستر على كل إنسان مصاب بهذا الفيروس يلحق الضرر الكبير بنفسه وبأهله وبوطنه وبالمواطنين وهذه تعتبر إساءة كبيرة للأمن الصحي بالوطن وربما في بعض البلدان الأجنبية تعتبر جريمة في حق الإنسانية.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا هربوا ويهرب المصابون في هذا الفيروس والذين وضعوا في الحجر أو سمعوا أنهم سيوضعون في الحجر من أماكن الحجر في ألمستشفيات التي تم تحديدها من قبل وزارة الصحة للحجر؟
لقد سمعنا من الناس ولكن يجب علينا أن لا نصدق كل ما يقال، أن أمكنة الحجر في المستشفيين لا يتوفر فيهما ادنى الخدمات الصحية نهائياً ولا يوجد ما يجب توفره للمحجور عليهم من العناية الحجرية المتعارف عليها وأمكنة الإقامة المناسبه (هناك أتربة وعدم نظافة وشبابيك مفتوحة) ولا يوجد مياه ساخنة ومواد تعقيم وصابون لغسل اليدين، ولا تدفئة ولا أسِّرَة مناسبة ولا حمامات نظيفة معقمه خاصة بالمحجور عليهم ... إلخ. فإن كان هذا الكلام صحيحاً فعلى معالي وزير الصحة والمسؤولين في هذين المستشفيين من مدراء وغيرهم متابعة أمكنة الحجر بأنفسهم وتوفير كل الإحتياجات اللازمه للحجر للنزلاء وفي أسرع وقت ممكن. لأن المثل يقول: ما بهرب قط من عرس أو فرح. فعلينا جميعاً مواطنين ومسؤولين أن نضع أيدينا بأيدي بعض ونتكاتف معاً ونكون في حرب هذا العدو الشرس القاتل للبشرية أجمع فيروس الكورونا كالصف المرصوص ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (الصف: 4)). وسنجتاز بعون الله هذا الإمتحان الصعب جداً منتصرين وفائزين على هذا الفيروس الذي لا يرحم.ِ