انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

سميح المعايطة يكتب: إسرائيل تعود مسرعةً لتحتل موقع «العدو»

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/08 الساعة 09:08
مدار الساعة,الأردن,اقتصاد,فلسطين,مصر,الاردن,

مدار الساعة - كتب الوزير السابق: سميح المعايطة

عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي كان مصطلح العدو الإسرائيلي جزءاً من خطاب بعض المراحل قبل أن يتحول إلى مصطلحات أخرى، وفي علاقة الأردن مع إسرائيل كان مصطلح العدو حاضراً ومازال، فالتاريخ الذي فيه عدوان وشهداء وجرحى يحمل على الجانب الآخر عدواً.

وعندما جاءت معاهدة السلام تحول الأمر سياسيّاً ورسميّاً وحتى في أوساط بعض من استفادوا من المعاهدة في مصالحهم الاقتصاديّة والسياحيّة والسياسيّة تحول إلى دولة تربطنا معها معاهدة وصلح.

لكن كيان الاحتلال يصر ويعمل بشكل منهجي على أن يبقى بالنسبة للأردن "العدو الاسرائيلي".

نتنياهو قبل الانتخابات تحدث بكل وقاحة أنه بما يمثل لن يبالي إذا انتهى السلام مع الأردن، ويتحدث كل يوم انه في حال عودته إلى تولي رئاسة حكومة الاحتلال سيقوم بضم المستوطنات الأرض والسكان إلى إسرائيل ومعها مناطق غور الأردن الفلسطيني، يقول هذا وهو يدرك خطورة هذا وحساسيته بالنسبة للأردن.

في العقل الصهيوني اليوم قناعة بأن الأبواب مفتوحة أمام كيان الاحتلال في العالم العربي وأن هناك علاقات على وشك الإعلان او التطوير مع دول عربية عديدة، وحتى السودان المنهك بكل الأزمات دخل بوابة العلاقات مع إسرائيل، وهي علاقات تتطور إلى أدوار السودان في إفريقيا.

وكيان الاحتلال يشعر اليوم بأن علاقته مع الأردن أو مصر يمكن تعويضها بعلاقات مع دول عربية مهمة أخرى على حساب العلاقة مع الأردن الذي تتعامل قيادته بحزم وندية مع كل التجاوزات والسياسات الصهيونية في كل الملفات.

لكن الدول العربية التي يتحدث عنها نتنياهو بأن كيانه على علاقة سرية معها وأنها قابلة للتطوير لا يمكنها في اي وقت تحمل ما تفعله إسرائيل تجاه الملف الفلسطيني إن لم يكن من باب القناعة فمن باب المصلحة، وقد رأينا بعد إعلان صفقة القرن مواقف عربية لم تكن رافضة الخطة الأمريكية لكنها لم تستطع إلا ان تتبنى مواقف رافضة لعدم قدرتها على إعلان مواقف مؤيدة أو مرحبة، فالأمر يتعلق بثمن تدفعه من صورتها ومصالحها.

كيان الاحتلال الذي اختار اليمين مرة أخرى في انتخابات الكنيست التي جرت الاسبوع الماضي يسير بسرعه ليعود إلى موقعه الحقيقي وهو "العدو الاسرائيلي" بعدما كانت المعاهدة أخرجته منه ولو بشكل رسمي أو لدى المؤمنين بإمكانية وجود سلام بين العرب وإسرائيل.

هي العقيدة السياسية التي تحكم كيان الاحتلال، عقلية لا تؤمن بفكرة السلام بل ترى في العملية السياسيّة أداة لتحقيق مصالح الاحتلال، فإن وجدت هذه المصالح في مسار آخر أدارت ظهرها لما مضى تماما مثلما يفعل كيان الاحتلال اليوم مع الأردن.

بالنسبة للأردنيين فإن اي طرف مهما كان شكل العلاقة معه يهدد الهوية الوطنية الأردنية، ويفتح الأبواب أمام مخططات التوطين والوطن البديل وقتل فكرة الدولة الفلسطينية هو عدو حقيقي، والقيمة السياسية للمعاهدة بين الطرفين تزول اذا كانت فقط بوابة لخدمة الاحتلال وبعض أصحاب المصالح الاقتصادية والسياسية ، فمن يهدد وجود الدولة الأردنية ويعمل على أن يدفع الاردنيون من هويتهم الوطنية ثمنا لخدمة الاحتلال هو عدو، ولهذا فإسرائيل بسياستها تعود مسرعة لتحتل موقع "العدو الاسرائيلي" حتى في معسكر المؤمنين بفكرة السلام.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/08 الساعة 09:08