انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الوعي الوطني والأمني للمواطن هو جهاز المناعة للدولة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/07 الساعة 10:48
حجم الخط

*بقلم أشرف الكيلاني

الأمن هو أحد أهم الحاجات الأساسية للإنسان وللإستمرار في مسيرة البناء والإعمار التي استخلف الله عزوجل الإنسان لأجلها على الأرض ، والحفاظ على الأمن هي عملية لا بد من تظافر كافة الجهود بين مختلف مكونات الدولة وأركانها من مؤسسات عامة وخاصة وأفراد ، فالمنظومة الأمنية والحفاظ عليها وحمايتها لم تعُد مُقتصرة فقط على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية ، بل باتت عملية تشاركية وللمواطن دور هام فيها لا بد من أن يقوم به إتجاه وطنه ، ويجب عليه أن يعلم ؛ بأن عليه أن لا يسمح بأن يأتي العبث بسلامة واستقرار الوطن من جانبه ، وليس هكذا فقط بل عليه أن يعي جيداً بأنه من الواجب عليه تقديم أي معلومة يحصل عليها مثيرة للريبة والشك إلى الأجهزة الأمنية ، والتي قد تكون مفتاحاً لحل قضية أمنية أو سبيلاً إلى إيقاف حدث إجرامي أو إرهابي يهدد الوطن ، فكما أن رجل الأمن يحمل بيده سلاحاً يُكافح به الجريمة والخارجين على القانون ، وكما أن الجندي على الحدود بسلاحه يذود عن الوطن شر الإرهابيين والمُهربين ، فعلى المواطن أن يعلم بأن المعلومة التي قد يملكها عن أي حدث مُريب هي بمثابة السلاح الشرعي الذي يدافع به عن سلامة وطنه واستقراره وعليه أن يوصلها إلى الأجهزة الأمنية المعنية التي قد تفيدهم فيما يقومون به من واجب أمني .

ولكن لكي يقوم المواطن بدوره الإيجابي في خدمة وطنه ويُساهم في الحفاظ على أمنه واستقراره ، لا بُد أن يتم تأهيله فكرياً وذهنياً حتى يعي تماماً أهمية دورهِ كرديف للأجهزة الأمنية على الأرض ، ويستطيع أن يقوم بدوره المطلوب على أكمل وجه وبالشكل الصحيح ، وهنا تأتي أهمية نشر الوعي الوطني والأمني بين المواطنين على إختلاف أطيافهم وأعمارهم ، فالثقافة الأمنية أصبحت ضرورة مُلحة يجب أن يتمتع بها المواطن في وقتنا الحالي حالها حال الثقافة الصحية والدينية وغيرها ، ولذلك لا بُد من تكاتُف مختلف الجهات المعنية والوطنية في توحيد الجهود في سبيل نشر الوعي الأمني بين المواطنين واستخدام مختلف الوسائل والمُحفزات التي من شأنها أن ترفع من درجة الوعي الأمني لديهم ، وأيضاً تُحارب تلك الأفكار المغلوطة التي تراكمت في عقول المواطنين ورسخت في نفوسهم الرهبة والتردد عند التعامل مع القضايا الأمنية وأي حدث أمني وجُرمي يحدث أمامهم ويتطلب منهم دوراً وطنياً بإيصال أي معلومة عنه إلى الجهات المعنية .

وعلينا أن نكون على يقين تام بأن المواطن الإيجابي والواعي أمنياً هو الأقل وقوعاً في المخاطر والمشاكل الجُرمية ، فكما يعلم الجميع بأن المُجرمين والمُخربين يستغلون دائماً جهل ضحاياهم من المواطنين لتنفيذ جرائمهم ، ولهذا نعود ونؤكد على أهمية نشر الوعي الأمني بين المواطنين ، وعلى أهمية أن يتمتع المواطن بدرجة كافية من الثقافة الأمنية لحمايته وتُساعده في المُساهمة في حماية وطنه ، وفي خلاصة الحديث فإن العلاقة بين رجل الأمن والمواطن هي علاقة طردية ، ولها دورٌ في رفع أو خفض نسبة الجريمة في الدولة ، فكلما زاد التعاون والوعي والتفاهم بينهم قلّت مستوى الجريمة ، وكلما انخفضت درجة التعاون والوعي والتفاهم بينهم زادت نسبة الجريمة ، فالمنظومة الأمنية مُترابطة ؛ الجيش والأجهزة الأمنية هي العمود الفقري ووعي المواطنين هو جهاز المناعة للدولة .

*مدير عام مؤسسة أصدقاء الأمن الوطني

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/07 الساعة 10:48