بقلم: حمزة عبيدات
بالتأكيد ليس إسما لشخص من عائلة شاكوش، وللوهلة الأولى ما يتبادر لذهنك أنها أسماء عفاريت أو زعماء عصابات لاتينية، لكن الحقيقة أنها أسماء أشخاص حققوا أرقام مشاهدة عالية في الفترة الأخيرة بما يقدموه من مزج بين الكلمة الشعبية والموسيقى الصاخبة.
البعض يعتبر ذلك فنا كباقي الفنون والبعض يتهجم عليه ويصنفه تحت خانة التردي الفني والثقافي.
في أمريكا جاء الراب بالكلام المبتذل والألحان البسيطة ليشكل ظاهرة لاقت رواجا كبيرا، الفارق بين التجربة المصرية وتجربة الراب في أمريكا أن الراب مرافق لحركة فنية ثقافية نشطة وإنتاج عالي جدا، ما يعني أن اضافة لون جديد للقالب الثقافي لن يغيره ولن يؤثر عليه.
أما في مصر فمع حالة التردي الثقافي والفني والابتذال الكبير فإن بروز ظاهرة مثل ظواهر المهرجانات تجعلها تطفو على السطح، وربما تستبدل ألوان عديدة وتحل محلها لتصبح هي الصورة الأكبر والتي ترسخ بالأذهان عن الحالة الثقافية هناك.
الرواج الذي حققته أغاني الثلاثي خادعة فهذه الحالة تشبه إلى حد كبير الآراء التي تنتقد الأبحاث الكمية وأن الاعتماد على الأرقام فقط يؤدي إلى نتائج غير دقيقة لذلك يفضل الكثير من الباحثين اللجوء للمزج بين البحث الكمي والنوعي لإعطاءعمق أكبر للبحث، وهنا لا يمكن إدراج الرواج الذي حققته هذه الأغاني تحت باب التأثير أو العمل الراسخ والمرشح للدخول في قائمة الموروث الثقافي مستقبلا، بل إنها تدخل تحت باب الانتشار وهناك فارق كبير بين الانتشار والتأثير فالانتشار لا يكون بالعادة مرتبط بالعمل القيم بل انتشر لأسباب مختلفة بعيدة عن قيمة العمل نفسه كالإيقاع السريع أو الصاخب مثلا، كما أن رواجها لسبب ما قد يثير فضول الناس ويكون أغلب الجمهور موجة عابرة فضولية.
مؤثر أم منتشر
وهذا ينطبق على العديد من مشاهير السوشال ميديا فإطلاق وصف مؤثر على هؤلاء غير دقيق، فالمؤثر الحقيقي من قام بإنتاج محتوى يحمل قيمة ويرفع الذائقة أو يعزز المعرفة، اضافة للمحتوى الترفيهي النوعي كالنقد الساخر للظروف السياسية والاجتماعية، فهنا تجد التفاعل الواعي الذي يقوده أحيانا جمهور النخبة أو المثقفون، ويأتي تباعا التأثير بالشعبي، أما المنتشر فهو من يحقق أرقام متابعة عالية ويكون انتشاره إما مؤقت أو لأسباب لا تتعلق بجودة المحتوى المنتج، بل إن هناك العديد من المنتشرين يلقون سيلا من التهكم عبر التعليقات.
أخيرا يستطيع البعض تحقيق انتشار واسع عبر اللعب على ما يستفزك او يغيظك حتى بدأت شركات الإعلانات تستخدم نفس الاستراتيجية، لذلك وجب التفريق بين المعنيين وربما يساعدكم ذلك في تحديد نوعية المحتوى الذي ستتفاعلون معه ونوعية ذلك التفاعل، وأن تكونوا أذكياء حتى عندما تضغطون زر الإعجاب أو تضعون تعليقاتكم.