بقلم : د.عبدالله محمد القضاه *
تذكرني مؤشرات دولة د. عمر الرزاز بقصة صقر أم قيس، وخلاصة القصة أن مسابقة بين الصقور تجريها منطقة أم قيس شمال الأردن لمعرفة أسرع وأمهر الصقور في عملية الصيد من المناطق المجاورة، يتم إحضار الصقور من كافة المناطق المجاورة ومعها صقر ام قيس، بعد ذلك يقومون بإطلاقها من منطقة مرتفعة، والغريب ان صقر ام قيس يكون الأسرع لكن سرعان ما يعود لينقض على دجاجات البلد ليقنصها، في حين تنطلق الصقور الاخرى لمناطق بعيدة ولاتعود إلا بصيد ثمين حتى وإن عادت متأخرة.
مؤشرات الحكومة لا تركز على النتائج الرئيسية وإنما على نتائج تشغيلية سهلة التطبيق، فمثلا يعتبر تنفيذ وزير ما لعدد من السفرات إنجازاً ؛ كون السفر تحقق فعلا ؛ لكن لا يقيس نتائج وأثر هذه السفرات على الإقتصاد الوطني أو الأداء الحكومي، فهل يا ترى لدى الرئيس مؤشرات على المستوى الإستراتيجي للدولة؟ وما هي مؤشرات كفاءة وفاعلية القطاع العام؟ ما هي مؤشرات العائد على الاستثمار؟ وماذا حققت الحكومة لتخفيض نسبة البطالة مثلا؟ وماذا خفضت الحكومة من نسبة الفقر؟، ماذا عن ارتفاع الدين العام الداخلي والخارجي على الاقتصاد الأردني؟، وماذا عن الفوائد العالية على الدين العام الداخلي التي تدفع للبنوك، لتشدد أكثر على تمويل الاستثمار للقطاع الخاص؟، ماذا عن ارتفاع الديون على الشباب العاطل عن العمل وخاصة السيدات الغارمات، أليس هذا مؤشرا لعمق الفقر، واستغلال الفقراء بفوائد تصل إلى ٢٤٪ سنويا؟ لماذا ترتفع رسوم الكهرباء على الرغم من انخفاض كلفة الإنتاج لأقل من فلسين لكل كيلو واط؟ أليس هذا استغلال ونهب للشعب، وزيادة بإفقاره؟… أين إنجازات كل مؤسسة على أرض الواقع خاصة التي تم خصخصتها كالملكية الأردنية، والكهرباء، والمياه، والمصادر الطبيعية؟ أين مشاريع الصخر الزيتي؟، وأين إنجازات مشروع الطاقة النووية؟…
يستخدم الغجر معيار النتائج، حيث تخرج المرأة الغجرية منذ الصباح الباكر من خيمتها لتعود عند غروب الشمس وتجيب على سؤال زوجها: كم جبتي؟ ، طبعا لا يسألها أين كنتي؟!