انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

أنت طبيب أو مهندس!

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/05 الساعة 10:21
حجم الخط

بقلم: صفاء الصمادي

مهنة المستقبل وخطة الطريق التي يرسمها معظم الآباء عن الأبناء ومنذ بداية الالتحاق بالصفوف الدراسية الأولى ويتم زرع بذورها كالتالي :

- التركيز على علامات المواد العلمية وربطها بمستويات الذكاء دون أدنى اعتبار للعلامات المتعلقة بالمواد الأخرى التي قد تكون نقطة انطلاق حقيقة لمستقبل الأجيال القادمة!!

- المقارنة غير الموضوعية بين الأقران مع عدم مراعاة اختلاف القدرات العقلية بين بعضهم بعضاً، مما قد يُشكل لديهم عقبات تُعيق من اكتشاف وتحفيز مهارات معرفية أخرى يتمتعون بها تبقى مقيدة ومحصورة داخل الصندوق!

- تلقين الابن من قِبل ذويه الجواب الجاهز أو الرد عنه في بعض الأحيان على سؤال: ماذا تريد أن تصبح حين تكبر ؟ إلى أن يتشكل لديه إيمان تام بإعفائه من مهمة التفكير بالاهتمامات والتوجهات وتوكيلها لمن هم أكثر دراية بمصلحته الشخصية!!

- ترديد عبارات أمام الأبناء ترفع من قيمة مهن مُحددة "الطب والهندسة" مثالاً، وتنتقص من قيم الأُخرى، مما يؤدي إلى عدم اعتراف شريحة واسعة من المجتمع بضرورة التنوع المهني واحتكار مهن مُعينة يخيب من لا يمتهنها!!

- تسخير اهتمام وتركيز الوالدين على الابن المتفوق في المواد العلمية مع تجاهل قدرات الأبناء الآخرين الأقل تحصيلاً في تلك المواد كون الأول مشروع الطبيب أوالمهندس المُنتظر!

- تشريب الأبناء ثقافة تمزج بين المستوى الاجتماعي والفئات المهنية والتي في الغالب يتمخض عنها " ثقافة العيب" في ممارسة بعض المهن المُصنفة للطبقات الاجتماعية الدُنيا !

- التنحي عن المسار الحرفي وتجنب التعرف والانفتاح على تلك الثقافة التي قد تُغني أتباعها عن شواغر مؤسسات العمل المُثقلة بالشروط والتعليمات غير المُنصفة بحجة زيادة العرض على الطلب!

وتجدر الإشارة بأن تلك المعتقدات والأفكار ما زالت تُغرس في التربية والتنشئة الاجتماعية عبر الأجيال حتى يومنا هذا فقد يكون شغف الألقاب المهنية والحروف التي تسبق الأسماء داعم أساسي لديمومتها والتمسك بها رغم الاكتفاء منها ظناً من غالبية المجتمع بأنها تصنع مكانة اجتماعية مرموقة للأشخاص، بغض النظر عن ضرورة تلبية التنوع المعرفي ومواكبة التطور التكنولوجي، والحاجة المُلحة لابتداع واتباع تخصصات تتلائم مع متطلبات سوق العمل الذي بات عاجزاً عن استيعاب كم هائل من خريجي المجالات المشبعة والراكدة وارتفاع معدلات البطالة.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/05 الساعة 10:21