تحاول سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة ان تستغل حالة الضعف التي تمر بها الأمة العربية منذ عام 2010، وما سبقها من خلافات فلسطينية فلسطينية لتثبت حقها المزعوم في القدس الشريف، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وربما كان ذلك ممكنا أن يتحقق لها لولا صمود الأردن وتأكيدات جلالة الملك عبدالله الثاني في كل خطاب محلي وعربي ودولي وفي كل مناسبة ومقابلة صحفية وتلفزيونية على تمسك الأردن بحقه في الوصاية الهاشمية على المقدسات.
القدس بمقدساتها بالنسبة للأردن هي جزء أساسي لا يمكن التخلي عنها، وان تخلت الأمتين العربية والإسلامية عن ذلك، فهناك وصاية هاشمية لآل هاشم الأطهار منذ ليلة الاسراء والمعراج، مرورا بالعهدة العمرية، ووصاية المقدسيين للشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه مطلع العشرينات من القرن الماضي، وصولا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الذي واجه بكل عزيمة وصمود ودبلوماسية كل القرارات الأمريكية والإسرائيلية ضد القدس والمقدسات، ومنها اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة بكاملها لإسرائيل، والبوابات الإلكترونية، وما يقال عن صفقة قرن مزعومة لا يعرف احد تفاصيلها، و اقتحامات مستمرة لباحات الأقصى المبارك.
جلالة الملك لا يكاد يتحدث بكلمة عن الأردن وأمنه واستقراره حتى يتحدث بالكلمة الأخرى عن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، في وقت تسعى دول عربية الى لملمة جراحها وترسيخ قواعد أمنها واستقرارها.
موقف الأردن التاريخي في الدفاع عن الفلسطينيين وقضيتهم، وعن القدس ومقدساتها يشهد له القاصي والداني ويدركه أهلنا في البلاد المحتلة ويعلمون حقيقة هذا الموقف وأثره في الإبقاء على قضيتهم قضية مركزية على مستوى العالم.
على الأردنيين والفلسطينيين اليوم الاستمرار في الوقوف خلف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية والتصدي لكل المحاولات العنترية التي تمارسها سلطات الاحتلال، وعلى العالم ان لا يتخلى عن دعم الأردن في مواقفه الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة استمرارية الوصول إلى حل شامل وعادل يوقف "الشيطنة الصهيونية"، وعلى الفلسطينيين أنفسهم التخلي عن خلافاتهم وتوحيد كلمتهم بدلا من الانشغال في البحث عن كراسي كرتونية يشرف على تحريكها "عسكري صهيوني"، وغير ذلك فإن تحذيرات الأردن المستمرة من مخاوف انعكاس ذلك الحال سيأخذ المنطقة إلى مزيد من التوتر والانفجار.