بقلم: يقين الحيصة
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخّراً بإحدى الظواهر المخيفة، التي تفرّعت وتشعّبت لتثير جدلاً واسعاً لدى تلك النخبة القليلة التي تقدّس الانسان وتمجدّه وتعتبر انّ امتهان قيمته ليس بالأمر الهيّن وانّما هو سلوك لا انساني يسلكه شخص فارغ من الداخل يبحث عن نفسه بين صفحات الفيسبوك والمواقع الاخرى ويضع جُلّ اهتمامه في حصد المشاهدات والتفاعلات التي تثبت له بأن ما صدرَ منه من كلام مؤذٍ وجارح ، ليس الّا وسيلة للترفيه والتسليه بقصد التخفيف من هموم الناس ومعاناتهم واثراء جو من الكوميديا الساخرة..
ناهيك عن انّ الشخص المتنمر يجد انّ طريقه للشهرة ولإلتفات الناس من حوله، يكمن في عرضه لفيديو ساخر لا يتجاوز بضع ثوانٍ لكنّه يحمل في طيّاته الكثير ...
حين تشاهد احدهم يقوم بتقليد صوت أحد الممثلين او المشاهير او يقلّد طريقته في تناول طعامه .. بغض النظر عن كون هذا الشخص ذا قبول لدى الناس او غير ذلك.. لكنّ هذا لا يعني على الاطلاق ان يكون مدعاةً للسخريه ، كما يقال بأن حريّتك تنتهي عندما تبدأ حريّة الآخرين.
هذا يحتّم عليك كإنسان بالغ راشد ان تلتزم الصمت حين لا يكون لرأيك اهمية ولا معنى، لذلك ومن منطلق انساني وأخلاقي دون التطرّق للنظرة الدينيه ..فإن قيم الانسان واخلاقه يجب ان تنعكس على تعامله مع الآخرين وحرصه اشدّ الحرص ان لا يؤذي احد بكلمةٍ جارحه ..لانّ تأثير الكلمة على الشخص أشدّ من وقع السيوف .. كما انّ عرضه كمثل بقصد السخرية والاستهزاء به وبطريقة كلامه ولباسه او حتى لفظه للمصطلحات الغريبه كفيل ان يجعل منه معتلّ اجتماعي يخشى من نظرة الناس اليه كما يخشى نظرته لنفسه وهذا من اشد واكثر انواع الامراض الاجتماعية النفسية فتكاً وخطورة!.. لذلك اذا اردت حصد المشاهدات والارتقاء بسلّم المشاهير والأكثر متابعه على المواقع المختلفه، يجب ان تضع في عين الاعتبار ان لا تتدخل بخصوصيات احدهم او ان تعرض قصة حياته مدعاةً للفكاهة والضحك.. كما شهدنا ايضاً تقليداً للهجات المحكيّه عدا عن الكثير من الامور التي ليس من المنطقي عرضها ولا يحقّ لك حتى وان كنت من المشهود لهم بخفّة الظل والتأثير على الناس ان تسيء ولا ان تتدخل اطلاقاً بما هو ليس ضمن دائرة حدودك ولا مساحتك الشخصية!