مدار الساعة - بقلم الصحفي "رامي الامير" العَمري
لا يخفى على أحد أن مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس وما يمثله من مكانة سياسية وعسكرية لدى النظام الايراني يعد ضربة قاصمة وجريئة من قبل الامريكان للنظام الايراني في ظل التوترات وحالات الشد والرخاء بين الدولة الفارسية التي دائما ما تتبجح في سعيها في بسط نفوذها في المنطقة وتحديدا بالعديد من العواصم العربية وتصديرها لثورتها الاسلامية ولطالما تعتبرها انها نموذج أخّاذ وسامي في ارساء السلم الاقليمي والعالمي وملهمة للشعوب المستضعفة المقاومة من وجهة نظرها... وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت رؤيتها العلنية التي تنادي دائما بتخليص المنطقة التي ارهقتها الحروب والثورات من براثن الارهاب وتحرير الشعوب وارساء السلام وحماية حقوق الإنسان من وجهة نظرها، وان كانت هذه الدعوة يرافقها ارسال القوات وارساء البارجات وحاملات الطائرات ونشر المدافع والصواريخ. كيف لا وهي التي دائما ما يتباهى رئيسها الخامس والاربعون دونالد ترامب بانها القوة الأقوى والأعظم والأشرس على وجه الكرة الارضية.
اما الرسالة الثانية الواضحة التي نقرؤها ونلمسها من عملية الاغتيال هذه فهي رسالة الاطمئنان التي تبعثها الادارة الامريكية لحليفتها الأولى بالمنطقة "اسرائيل" ورئيس وزرائها الأسبق بنيامين نتنياهو خاصة في ظل الظروف المتأرجحة والغير مستقرة في الداخل الاسرائيلي من حيث الفشل المتكرر في الآونة الأخيرة في تشكيل حكومة موحدة وهي حالة فريدة يعيشها الكيان الصهيوني في هذه الايام خاصة وان شخص نتياهو يعتبر الحليف الأول والأقرب لترامب مما يجعل من هذه العملية تقوية لموقف الاول وتعزيز فرصه في تشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة وتخفيف حدة الانتقاد له من مكونات المجتمع الاسرائيلي وهذا ما يفسر قطع نتنياهو زيارته الحالية لليونان والعودة لإسرائيل على وجه السرعة.
اما الرسالة الثالثة فهي ايضا تأتي في رسائل الاطمئنان التي تبعثها الادارة الامريكية لحلفائها في منطقة الخليج والعالم العربي وجديتها بالوقوف إلى جانب تلك الدول (حيث طالت هذه الجدية العديد من الانتقادات بالفترة السابقة) التي تعتبر إيران هي المحرك الرئيسي للإرهاب بالمنطقة من خلال تدخلها المباشر بإستخدام حلفائها ومليشياتها في عدد من الدول العربية كاليمن وسوريا ولبنان وبالاضافة الى العراق وخلق حالة من عدم الإستقرار في المنطقة التي تعتبر الأغنى والأشمل باستحواذها على مصادر الطاقة من نفط وغاز وغيرها من الثروات الطبيعية ما يستوجب الحفاظ على الاستقرار وتوفير الأمن الدائم لها كمزود رئيسي للعالم من هذه الثروات خاصة في ظل الهجوم الاخير بالصواريخ على منشأة أرامكو النفطية السعودية والتي تعد الأكبر على مستوى العالم في استخراج النفط وتصديره لكافة الدول حيث امتدت اصابع الاتهام وقتها نحو ايران.