انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

سميح المعايطة يكتب: ولي العهد..

مدار الساعة,مقالات,ولي العهد,الملك المؤسس
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/21 الساعة 12:22
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: سميح المعايطة

معظم الأنظمة السياسيّة الجمهوريّة في عالمنا العربي تحاول صناعة ولي للعهد يرث الحكم لكن من خلال التسلل أو الحزب الحاكم أو تطويع المؤسسة العسكرية في تلك الدول لتتبنى خيار التوريث وفكرة ولي العهد الجمهوري.
لكن ولي العهد في الانظمة الملكية ومنها الاردن جزء من البناء الدستوري للدولة، فالدستور الأردني ينصّ على أن نظام الحكم ملكي نيابي وراثي، وبالتالي فإن موقع ولي العهد هو جزء من أدوات الحفاظ على استمرارية الحكم والدولة وبناء حالة هدفها الحفاظ على تطبيق الدستور.

هي الاستمرارية في الحكم التي شاهدناها في الأردن عندما فقدنا الحسين رحمه الله وكان جلالة الملك حينها ولياً للعهد، وما بين إعلان وفاة الحسين رحمه الله ظهراً وتسلم الملك عبدالله مقاليد الحكم كانت ساعات قليلة وتم فيها الأمر بسهولة ويسر ومؤسسيّة عالية الدقة.

اليوم ومنذ سنوات تولى الأمير الحسين ولاية العهد وهو الابن الأكبر للملك كما ينصّ الدستور، وخلال هذه السنوات تتم عملية بناء وتأهيل للأمير بإشراف مباشر من الملك، وهو أمر مؤسسي، فالأمر لا يتعلق بأب يعلم ابنه ويؤهله بل هو عمل غايته الكبرى الحفاظ على مؤسسية الدولة ونظامها السياسي، فولي العهد ليس موقعاً تنفيذيّاً فالملك رمز الدولة ورأس السلطات ويحكم من خلال سلطات الدولة وبشكل اكبر السلطة التنفيذية، لكن ولي العهد موقع له رمزيته الوطنية والسياسية في الدولة وعند الاردنيين، وليس مسؤولاً تنفيذياً إلا اذا كلفه الملك بأمر او ملف، لكنه جزء من مؤسسة الحكم وضمان لاستمرارية الحكم واستقرار الدولة وعنوان لتطبيق أحكام الدستور الخاصة بهذا الأمر.

اليوم أمام أعين الأردنيين ولي للعهد قريب من تفاصيلهم الاجتماعيّة والوطنيّة، وهو قريب جداً من الملك حيث مخزون الخبرة ومفاتيح الحكم وإدارة الدولة ومعادلات الأردن الداخليّة والخارجيّة، وهي معادلات معقدة حتى وان ظهرت للبعض واضحة وسهلة.

الأمير الحسين اليوم حاضر في برامج ونشاطات لها طابع الحكم وليس الإدارة التنفيذية وهذا أمر مهم وايجابي ، وفي بلدنا فإن الجندية والعسكرية لا تعني أننا تحت حكم يقوده عسكري ،بل هي الجندية والمؤسسة العسكرية التي تعني للاردنيين هويتهم الوطنية ومدرسة التاريخ والتضحية ورسالة الدولة ،والأمير الذي حظي بتأهيل أكاديمي رفيع هو اليوم ابن الجندية الأردنية مثلما كان الحسين الجد وعبدالله الأب.

ما نراه من حضور ونشاط في كل المجالات للأمير الحسين ليس تأهيلاً لابن الملك، بل هو عمل مؤسسي رفيع المستوى حيث يحتل الأمير مكانة بين الأردنيين وفي وجدانهم، ويرسم له صورة هي امتداد لحكم الهاشميين، وهو السند للملك وان كان إلى جانب الملك يتعلم في مدرسة حكم عمرها ليس عشرين عاماً هي ما مضى من حكم الملك حفظه الله، لكنه إرث لدولة وحكم يقترب من مائة عام.

في مسار الأردن هنالك أجيال عاشت مع الملك المؤسس والملك طلال وأخرى عاشت مع الحسين رحمه الله لما يقارب نصف قرن، وأخرى عاشت وتعيش مع الملك عبدالله حفظه الله، وجيل ينشأ يرى اليوم أمامه ولياً للعهد يقترب من الأردنيين وتفاصيل حياتهم كما يراه كل الأردنيين، أمير يرسم لنفسه صورة في الأذهان ويبني تجربته الخاصه مع الناس، تجربة لا تبدأ من الخطوة الأولى بل تكمل مسيرة رسمت في الاقليم تجربة أردنية مميزة في إدارة دولة فقيرة الموارد، تعيش وسط قلق وأزمات في الاقليم لكنها حملت إنجازات حقيقية وحافظت على الدولة واستمرارها واستقرارها رغم سعي وأمنيات البعض للعبث او إزالة الأردن من خارطة الاقليم.

الوزير الأسبق سميح المعايطة
الوزير الأسبق سميح المعايطة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/21 الساعة 12:22