ولما تمثله مفاهيم الأمم المتحدة من قيم راسخة موجهة لدعم وتمكين الشباب في عملية التنمية المستدامة والمشاركة بصياغة القرار في بلدانهم ، وتوجيه المنح اللازمة لتحقيق هذه الأهداف يسير الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بخطى واثقة في نهج الإصلاح بشقيه الاقتصادي والسياسي والذي يقوده بنفسه ونال الشباب فيه قسطا وافيا من الاهتمام الملكي ، كونهم العنصر الرئيسي والفاعل لعملية التغيير والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والابتكار التكنولوجي .
على هامش ملتقى شباب العواصم العربية الذي انطلق صباح أمس الأحد في العاصمة عمان برعاية دولة رئيس الوزراء اختار عنوانا لفعالياته لهذا العام (المبادرات الشبابية وأثرها على المجتمعات العربية) التي تجيء بمشاركة احدى عشر دولة عربية يمثلها مجموعة من الشباب العربي المتسلح بالمعرفة والثقافة المنفتحة نوجه لهم التحية ونقول لهم وطئتم أهلاً ونزلتم سهلا في بيتكم الثاني الأردن في عاصمة المحبة والسلام ووئام الأديان .
وهنا نشكر القائمين على هذا الملتقى الشبابي العربي ممثلا بوزير الثقافة والشباب الدكتور محمد أبو رمان الذي يولي الملتقى اهتماما ملحوظا في طرحه لمجموعة أفكار أبرزها العمل على إنشاء شبكات شبابية عربية للمبادرات الريادية وهذا يؤدي إلى الديمومة والتشبيك الذي ينعكس على واقع الشباب العربي مما يساهم في تمتين العلاقات والتكامل في الرؤى وبناء الشراكات التي تساهم في زيادة الفرص المتاحة للمبادرات المحلية التي تطورت بشكل كبير فأصبحت تشكل عنوان للثقافة والعطاء والنمو وتعكس المواطنة الصالحة بأثرها إلإيجابي على الشباب وهو مايحقق الرؤى الملكية التي توقفت عند أبرز محطاتها ( الأوراق النقاشية الملكية ) التي أطلقها جلالة الملك عام ٢٠١٢ كمبادرة قابلة للنقاش والجدل وما زلت اتسائل أين هي الآن ؟ وهل لها من حظوة في أجندات الحكومة الحالية والسابقة واللاحقة ومؤسساتها الرسمية وهيئاتها العاملة مع الشباب !!
لقد طرحت هذه الأوراق سابقاً على نطاق ضيق وباستحياء شديد رغم بعض الجهود الفردية المبذولة إلا أن المحتوى الإعلامي لا يزال ضعيفا .
كان لي مبادرة تحمل عنوان (اترك لك بصمة) تتناول هذه الأوراق ضمن خطة عمل قابلة للتطبيق ومحددة الأهداف والفترة الزمنية ، وكان لي تجربة شخصية بلقاءات سابقة مع عدد من كبار مسؤولي الدولة ومؤسساتها بخصوص ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي لهذه الأوراق التي تشكل دستور عصري يحاكي مسيرة الدولة ومنجزاتها إذا تمت مناقشته في نطاق واسع وساهمت في صياغته كافة شرائح المجتمع من شتى الأصول والمنابت ، لكني للأسف تفاجأت بردود الأفعال التي لاتنم عن حس وطني أو خوف على أداء الأمانة التي من شأنها تحقيق التوجيهات الملكية بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن !! وكانت ردود أفعالهم تنم عن عدم اكتراث وحقيقة أن إجاباتهم وقعت علي كالصاعقة فشعرت حينها بحالة العبث السياسي الذي نعيش لكني تيقنت أن التغيير لا يأتي إلا بالإرادة فالمواطن لايولد صالحاً والأمة لاتخلق ديمقراطية فالطريق طويل في وقت أصبحنا بحاجة إلى نقلة نوعية تتمثل بالتحول إلى نهج ديمقراطي جديد تراعى فيه المتغيرات والتطور فالشباب كما يراه جلالة الملك قوة إيجابية للتحول الديمقراطي وعليه وجب على الشباب الضغط على الحكومة للاستجابة لهذا التغيير التحولي الذي يقوده الشباب .
وهنا أسأل هل قادت الحكومة حواراً جادا مع الشباب فيما يتعلق بأي مشروع لقانون انتخاب جديد أو مشروع معدل أسوة بجولاتهم السابقة في المحافظات لتسويق مشروع قانون الضريبة الذي شكل عبئا كبيرا على كاهل المواطنين .
نعلم جميعا حجم الضغوطات والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الأردن ورغم اهتمام الشباب بالأولويات الحياتية التي يبحثون عنها لتوفير فرصة لحياة ومستقبل أفضل إلا أن حقهم في ممارسة حقوقهم السياسية مهمة ونحن نقترب من الانتخابات البرلمانية القادمة التي أتمنى أن يجد الشباب ضالتهم بها لتحقيق ورسم ملامح مستقبلهم وهو ما يتطلب توجيه الصوت الانتخابي نحو المسار الصحيح .