أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

د. نصير تكتب: ألا يكفيكم؟!

مدار الساعة,مقالات,وسائل التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: أ.د. أمل نصير

مرت أسابيع على الأردنيين رأوا في كل يوم منها مزيدا من الانقسام، والتحدي، وكشف المستور... إضافة إلى الفشل الذريع في كل خطوة وتصريح... أسابيع مرت وغالبية الشعب تطرح أسئلة على الحكومة جُلّها كشف عن فساد، أو غياب عدالة سواء في الرواتب الصادمة لشعب يعيش أغلبه على الفتات، أو في وجود المؤسسات المستقلة الناهبة لميزانية الدولة، والتعيينات غير العادلة...

واليوم بات من حقنا أن نسأل: ألا يكفيكم ما سببتموه للشعب الأردني باعترافكم وما تكشفه ألسنتكم أمام الكاميرات من فشل للسياسة الاقتصادية والنهج الضريبي، والتضييق على الشعب الذي حولتموه إلى كاره لكم، وحاقد على سياساتكم الخرقاء؟ فهذه مديونتكم إلى ارتفاع، واقتصادكم في تراجع مخز! وبعدها تسألون المعلم عن أدائه، وهل يحتاج؟! فنتائج التوجيهي هذا العام يمكن لها أن تتحدث عن أدائه طالما أننا نملك كل هذه العلامات المرتفعة أم أن في الأمر لبسا؟!

ألا يكفيكم وقد جعلتم الأردنيين ينقسمون إلى شيع حتى في الأسرة الواحدة التي قلما تخلو من معلم، وطالب ورجل أمن؟!

ألا يكفيكم وقد أيقظتم جمر الغضب في كل بيت وقد أهنتم المعلم، وانكشفت أسراركم الواحد تلو الآخر للعامة بعدما كانت للخاصة فقط.

ألا يكفيكم وقد بعثتم القلق في جنبات الأردن، وفي قلوب الأردنيين على حاضرهم ومستقبلهم أكثر من أي وقت مضى؟!

ألا يكفيكم وقد كلفتم الأمن ما لا يطيقونه بزرع الفرقة بينهم وبين أهليهم ومحبيهم من الشعب، أم أن القراءة الأخيرة لم تقنعكم بأن الأردنيين يثقون بجيشهم ورجال أمنهم أكثر منكم. ألا يكفيكم زج القضاء الأردني في الأمر كما فعلتم مع الأمن...

إن الاعتداء على المعلمات ليس من شيم الكرام، وشيطنة المعلمين ليس من صفات الحاكمية الرشيدة، أما تأليب الطلبة وأولياء الأمور على المعلمين، فقد أعطى نتائج عكسية تماما.

إذا كانت نقابة المعلمين تزعجكم، فأنتم من قويتموها وجعلتموهما نقابة لغالبية الشعب، وهي تتمدد يوما بعد يوم، بعد كل إجراء عبثي تقومون به، وعليكم تحمل مسؤولية سياساتكم، فالنقابة تطالب بدراهم قليلة لمنتسبيها، وتدافع عنهم، بينما أنتم أفقرتم غالبية الشعب على حساب فئة قليلة، وتريدون معاقبته لمطالبته بحقوقه البسيطة، فمن سيرضى الشعب ممثلا له بعد اليوم؟

توسع النقاش في المجتمع الأردني اليوم بحيث بات لا يخشى من شيء او على شيء إلا على وطنه وهو يرى كثير منكم يتخلون عنه ويتركونه لمصيره.

لقد أدخلت الحكومة نفسها في مدخل ضيق، وكل يوم تزيده ضيقا على نفسها، فهل باتت الدولة الأردنية تدار برسائل بعد منتصف الليل، وأنتم تدعون أنكم خريجو أعلى الجامعات تصنيفا، لقد بتنا نحرج في عقر دارنا، بل في مخادعنا ونحن نتابع سياستكم الخرقاء، فإلى أين تأخذون الأردن؟!

مدار الساعة ـ