حدرة بدرة قلّي عمي عد للعشرة..أو عمي أبو كرش قلّي عد للهدعش ...أو ما شابه ذلك من نطنطات..! لم يبقَ إلا أن نمارس الحياة بطريقة أن نترك الظروف هي من تختار لنا..!
تصحو من النوم وكلّ شخابيط الدنيا في ذهنك..تشعر في لحظة الإفاقة أنك لست أنت..أنك تودّ لو تمشي على رأسك؛ بل أنت تمشي على رأسك..قدماك فوق ؛ مرفوعتان استعداداً (للفلقة)..المصاريف تضربك بسياطها..والسياسة تضربك بكل عصيّها..ومسؤولون يدغدغون كرشك ويضحكون ثم يضربونك بقراراتهم العظيمة..!
تصحو من النوم وأنت جاهز تماماً لأن تكون (المواطن ملطشة)..لا أحد يرحمك..حتى أنت لا ترحم نفسك ؛ ومن كثرة ما استلذذتَ باللطش صرت تستدعيه..وإن لم تجد ما يلطشك ؛ تلطش نفسك بألف حائط وحائط..!
المواطن ملطشة..يتمدد باللطش ويتقلص باللطش..يعيش في كل الغرف و الشوارع والحارات ويمارس استجلاب اللطش في كلّ المؤسسات والدوائر الرسمية وغير الرسمية..!
المواطن ملطشة يصحو من النوم ليس لأنه يريد أن يصحو من النوم ؛ بل لأنه يهرب من كوابيس مليئة بالتلطيش إلى واقع لا يقع إلا على رأسه..!
المواطن ملطشة..جاهز لكم ..في السلم والحرب..في الفرح و العزاء..في الدبكة والدحيّة و اللطم والحسرة..جاهز في الحياة وجاهز في الممات..وهو على استعداد أن يأخذ عذاب القبر بدلاً عنكم وليس لديه أي اعتراض..!!
الدستور
