من أكبر النعم على الإنسان أن يكون محبوباً وأن يُرَحَبُ به عند نزوله في أي مكان وعند مغادرته للمكان، ومحبة الناس لا تُشْتَرَى بالمال. فقانون بسيط لو طبقه كل إنسان يكسب محبة الآخرين وهو: إذا أردت أن يُحِبُكَ الناس فاحبب الناس، وإذا أردت أن يقف لك الناس في مناسباتك فقف للناس في مناسباتهم، وإذا أردت أن يساعدك الناس في حل أي مشكلة تواجهك فساعد الناس في حل مشاكلهم إذا رغبوا في ذلك ... إلخ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا ، أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم". عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أحبَّ الله سبحانه وتعالى العبد نادى جبريل إن الله يُحِبُ فلاناً فأحِبَهُ فَيُحِبُهُ جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يُحِبُ فلاناً فأحِبِّوه فَيُحِبُه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. فليس أجمل من أن يحبنا الله فيحبنا أهل السماء وأهل الأرض.
وعلى كل إنسان أن يكون إيمانه قوياً بربه أولاً ويتعامل مع الناس بما يمليه عليه كتابه القرآن الكريم وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الصحيحة. وإذا كانت أخلاقنا من القرآن والسنة النبوية الشريفة الصحيحة قولاً وفعلاً يحبنا الله وملائكته والناس أجمعين. وليس أجمل من أن يعمل الإنسان في أكثر من مكان ويترك في كل مكان عمل فيه أحباباً وأصدقاء أوفياء ومخلصين لأن الإنسان لا يعلم الغيب ولا يعلم متى سيلتقي بهم، أو ربما يحتاجهم في أمر يهمه للوقوف معه قلباً وقالباً. فبوجود أمثال هؤلاء الناس الطيبين لجانبه في كل المناسبات في المستقبل يكون قد وجد كنوزاً إكتنزها له وهو لا يدري. فبناء الأصدقاء يأخذ وقتاً كبيراً وبناء جسور الصداقة بين الناس تحتاج إلى الثقة والصدق والأمانة والوفاء والإخلاص والتعامل الطيب.
وعلى كل إنسان أن يكون أُفُقُهُ واسعا ودائماً ينظر للمستقبل ولا يقول في نفسه أنا أصبحت أحمل الشهادات العليا وحصلت على مناصب كذا وكذا وعندي المال والجاه ... إلخ فهذا كله لا يغني عن الأصدقاء الأوفياء عند حاجتهم ومساندتهم له عند الحاجة والتي لا تُقَّدَرُ بثمن. فليحمد الإنسان الله ويشكره الشكر الكثير على قبوله عند الآخرين ومحبة الآخرين له وهذه من أكبر النعم عليه من الله سبحانه وتعالى. وعلى كل إنسان ان لا ينظر لفائده أو مصلحة آنية فوريه فيكون بذلك تفكيره محدوداً ولم يحسب حساب المستقبل وما يخبئ له لأنه لا يعلم الغيب إلا الله (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)). فمن خبرتي الشخصية والعملية في أكثر من مكان أنني بنيت جسور صداقة متينة بيني وبين كل من عملت معهم.
ودعوني أذكر خبرة عملي في كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة الحسين بن طلال وأذكر بعض الأشخاص الذين أفتخر بصداقتهم للأبد من عطوفة أ.د. طه الخميس العبادي رئيس الجامعة آنذاك إلى زملائي في الكلية دون إستثناء وأذكر منهم الدكتور بسام القرَّاله الذي يتميز بالأدب والأخلاق العاليه والدكتور محمد ابو هلاله المؤدب والدكتور حسن الشلبي آل خطاب العزيز على قلبي. وغيرهم الكثير ولا يفوتني ان اذكر الدكتور بسام أبو كركي الغالي على قلبي. فأشكرهم جميعاً على ذكرهم لي بالخير ووقوفهم معي في كل المناسبات ولا ولم ولن أنساهم على مدى الدهر. ولا يسعني أن أخص هنا بجزيل الشكر والعرفان عطوفة أ.د. محمد العطيوي عميد كلية الهندسة في جامعة الطفيلة المحترم على ما يمتاز به من رجاحة العقل والحكمة وحسن التصرف. وكذلك الدكتور صالح محمد على العطيوي رئيس قسم علوم الحاسوب في جامعة الحسين بن طلال على ما يتميز به من الإخلاص في العمل وحب المساعده وإحساسه المرهف. فليحفظهم الله جميعاً من شر ما خلق.