انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

نهاية حقبة نتنياهو

مدار الساعة,مقالات,رئاسة الوزراء
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/04 الساعة 10:38
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم : ايمن دهاج الحنيطي

رغم تشبثي برائي ان الانتخابات الإسرائيلية يصعب حسم نتيجتها سوى في اللحظات الأخيرة تماما كما مباريات دوري السلة الأميركي NBA ، لكن هذه المرة اعتقد جازما ان رحيل نتنياهو بات وشيكا جدا حتى وان فاز بانتخابات الثلاثاء المقبل .

بعيدا عن استطلاعات الراي لمراكز أبحاث تختلف نتائجها وفقا لخطها السياسي، ومصدر تمويلها، وتجاذبات الصحافة والاعلام العبري المنقسم بين نتنياهو وخليفته المحتمل جدا بيني غانتس ، استطيع القول ان حقبة نتنياهو شارفت على الانتهاء بعد 13 عاما أمضاها في الحكم منها 10 سنوات متتالية، فقد سئمه الإسرائيليون بالفعل، وهذا ما نشهده تماما من متابعة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقاتهم .

لم تعد الان اللعبة الانتخابية في إسرائيل اليوم مجرد ارقام واستطلاعات وتكتلات بين تيارات اليمين والوسط واليسار ، بقدر ما هي مزاج عام يحكم الشارع الإسرائيلي يستطيع قراءته جيدا المختصون مثلي المتابع لهذا الشأن منذ 30 عاما خلت.

استطلاعات الراي تختلف نتائجها، فهناك من يعطي حزب “كاحول لافان – ازرق ابيض بالعبرية” بزعامة غانتس ولابيد افضلية بفارق بين مقعد الى 5 مقاعد ، وهناك من يبرز تفوق الليكود بزعامة نتنياهو بنفس الفارق أيضا، مع الاتفاق على ان كتلة اليمين لها الكفة الراجحة .

يخطي من يعتبر ان ” ازرق – ابيض ” هو تحالف وسطي يتحالف مع اليسار ، بينما برنامجه السياسي يدلل على هويته الحقيقة الأقرب الى اليمين ، اذ هناك من المحللين من يصفه ب “الليكود ب ” ، وصفة “اليساري” او “الوسطي” اسقطها عليه الاعلام العبري والعالمي من هجوم نتنياهو والليكود على الحزب حيث اعتادوا وصفه بالحملات الانتخابية ضده ب” اليسار الذي يتقمص هوية اليمين ” ، تحالف غانتس – لابيد عندما يطرح نفسه انه حزبا وسطيا، بينما برنامجه ليكوديا يمينا بحت، فان في ذلك تكتيكا انتخابيا للحصول على اكبر عدد ممكن من أصوات اليمين والوسط واليسار على حد سواء .

عندما يقذف نتنياهو بالبندورة في سوق “هاتكفا – معناها بالعبرية الامل وهو اسم النشيد الإسرائيلي أيضا” في تل ابيب ، وعندما تواصل وسائل الاعلام العبرية اثارة ملفات الفساد التي يتورط بها بيبي، وحديثها المستمر عن مذكرات الاتهام وصفقات الغواصات وبيع اسهم بالملايين ، ثم تجنيد حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي لحملته الانتخابية، عندها ندرك تماما ان نجم نتنياهو بدأ يهوى، واصبح ساقطا شعبويا رغم إنجازاته العظيمة للشعب اليهودي، بدعم واضح طبعا من شريكه في البيت الأبيض دونالد ترامب، مدفوعا بتاثير الانجيلييون الجدد، وتدخل أميركي لا يمكن نكرانه ابدا في الانتخابات الإسرائيلية .

الكلمة الفصل بعيد نتائج انتخابات الثلاثاء المقبل ستكون للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ، فهو الذي سيقرر من سيكلف بتشكيل الحكومة المقبلة اما غانتس، او نتنياهو الذي وصلت الخصومه بينه وبين الرئيس ريفلين حد الاتهامات بالمؤامرة والتامر .

ريفلين اعلنها صراحة مؤخرا انه وفي حال لم يتمكن كلا المعسكرين ، اليمين بزعامة الليكود ، واليسار – الوسط بزعامة “ارزق ابيض ” من تجميع 61 مقعدا للكنيست، فانه سيكلف من يجده مناسبا للمصلحة العامة الإسرائيلية ، وسيختار رئيس الحزب الذي ينال اعلى الأصوات – هو غانتس للان بحسب معظم الاستطلاعات- وهناك ضغوط على لابيد شريك غانتس بالتنازل عن اتفاق التناوب على رئاسة الوزراء ، مما سيمنح “ازرق ابيض” نحو ثلاثة مقاعد إضافية ، ويتيح المجال ايضا امام الأحزاب الدينية “الحريدييم ” ، والمحسوبة اليوم على معسكر نتنياهو واليمين ، للدخول في ائتلاف يتزعمه غانتس .

ولا ننسى حزب ” زهوت – ومعناها بالعبرية هوية ” الذي يلعب على الحبلين، ويتزعمه الليكودي السابق المتطرف جدا موشيه فيغلين، والذي يرفع علانية شعار ” وضع حجر الأساس لبناء الهيكل الثالث ” مكان الأقصى ، والذي سيكون مفاجئة انتخابات 2019 اذ يسعى للفوز بقوة ولربما سيحصل على اكثر من 6 مقاعد خصوصا انه يدعم “قانون القنب ” الذي يلقى تأييدا اجتماعيا في الشارع الإسرائيلي .

أيام قليلة باتت تفصلنا عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية والتي ربط بها أيضا الإعلان رسميا عن صفقة القرن الأميركية، اذ تعتزم إدارة ترامب طرح تفاصيلها لتكون بنودها أساسا تبنى عليه المفاوضات الائتلافية لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل ، انتخابات وصفت حملاتها الدعائية انها “الاقذر والاقبح” في تاريخ الدولة الصهيونية، انتخابات ستحدد ملامح المرحلة المقبلة لمنطقة الشرق الاوسط ، في ظل جود قوى إقليمية ودولية متصارعة تسعى لتثبيت مصالحها على حساب الشعوب العربية والقضية الفلسطينية.

اخيراً لا اخرا، وداعا بيبي .

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/04 الساعة 10:38