فشل الرئيس هادي ، ادى الى استمرار الحرب الى اليوم .
وذلك بسبب عجزه في التعامل الصحيح مع المشاكل المتنوعة التي ظهرت حينها منها الحركة الانفصالية في الجنوب ، حركة الحوثي التي تدافع عن الأقلية اليمنية الشيعية ، واستمرار ولاء موظفي الدولة للرئيس السابق ، وكذلك الفساد والبطالة وانعدام الأمن الغذائي.
استغلت حركة الحوثي ضعف الرئيس هادي ، قادت انقلاب ابيض و هادئ و بدعم من القوات العسكرية التابعة للحكومة و من قيادات سنية قد اصيبت بخيبة امل من هادي للسيطرة على مراكز الرئيسية في العاصمة .
حاول الحوثيون بعد ذلك بالاشتراك مع قوات الأمن الموالية لصالح السيطرة على البلد بأكمله ، مما اضطر الرئيس هادي إلى الفرار إلى الرياض في مارس 2015.
تصاعد الصراع بشكل كبير في مارس 2015 ، عندما بدأت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة و دول أخرى من العرب السنة - بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا - غارات جوية ضد الحوثيين ، بهدف معلن هو استعادة حكومة الرئيس هادي.
في الواقع خشي التحالف الذي تقوده السعودية من أن النجاح للحوثيين الذي من شأنه قد يعطي موطئ قدم في اليمن الجارة الجنوبية للمملكة العربية السعودية لقوة اقليمية ذات أغلبية شيعية ، إيران .
وتتهم السعودية بإن إيران تدعم الحوثيين بالأسلحة والدعم اللوجستي - وهي تهمة تنفيها إيران و لم تثبتها الولايات المتحدة و لا الغرب .
لقد مر خمسة اعوام على بدء الحملة العسكرية بقيادة السعودية في اليمن لدعم حكومة هادي الهاربة.
بدأت في التسعينيات كحركة أرادت الدفاع عن التقاليد الدينية الزيدية.
بحلول عام 2000 قادة تمردًا عسكريًا عنيدًا ضد جيش الرئيس علي عبد الله صالح.
عندما بدأ الربيع العربي في عام 2011 ايدي أنصار الله الاحتجاجات السلمية وشاركت بنشاط في الحوار الوطني الذي أعقب سقوط الرئيس صالح ، وتحترم التنوع وتعزيز الدولة الديمقراطية.
لكن مع توقف حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المؤقتة في أوائل عام 2014 شن أنصار الله حملة عسكرية ضد الجنرال علي محسن الأحمر و الاخوان المسلمين .
كان هدف أنصار الله المعلن هو إقامة حكومة مؤقتة أكثر فاعلية لتنفيذ نتائج الحوار الوطني.
لكن من الواضح أنها خدمة الهيمنة العسكرية لابناء الشمال.
تحولت حركة أنصار الله إلى القوة العسكرية والسياسية المهيمنة في البلاد بفضل تحالفها مع الرئيس صالح.
استخـدم الرئيس السابـق التحالف مع أنصار الله للإطاحة بحكومة هـادي المـدعومة من الخليج.
مصدر قوة أنصار الله هو في الأساس قبلي وسياسي ، وليس ديني.
لكن قادة الجمهورية اليمنية الجديدة كانوا ينظر الى الزيود على أنهم تهديد ، و من مخلفات نظام الائمة الزيدية الذين حكموا شمال اليمن منذ ما يقرب من 1000 عام حتى عام 1962 .
في الفترة الليبرالية في تسعينيات القرن الماضي ، شكلوا الزيود حزبين سياسيين ، هما حزب الحق و حزب اتحاد القوة الشعبية.
لكن الهجوم الذي شنه نظام صالح على حركة شباب المؤمنين الزيود (أسسها حسين الحوثي ) هو الذي دفع الحركة إلى الواجهة في السياسة اليمنية.
تحدى حسين الحوثي شرعية الرئيس صالح .
بعد الغزو الامريكي للعراق 2003، رفع الحوثي شعار "الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل اللعنة لليهود " في المساجد في صنعاء.
فإن الهدف من هذا الهتاف كان الرئيس صالح ، وليس أمريكا أو إسرائيل.
حاول الرئيس صالح قمع الحركة بالقوة ، لكن تكتيكات الجيش اليمني التي كانت تلاحق حسين الحوثي في الشمال كانت قاسية و تنفر قطاعات كبيرة من السكان.
استغلت حركة أنصار الله الاستياء من قساوة نظام الرئيس صالح وجيشه و من قيادة عائلة الأحمر للاتحاد القبلي " حاشد " أنصار النظام الرئيسيين في توسيع نشاطها .
قاتلت مع أنصار الله ضد الرئيس صالح فئات كبيرة من المجتمع الشمالي اليمني وبعض التنظيمات القبلية ، و كان ذلك من أجل التحرر من اضطهاد الحاكم المستبد لا من أجل المعتقدات الدينية الزيدية.
و في الوقت نفسه قدم أنصار الله قيادة سياسية وعسكرية ذات مصداقية ، وبدون توجهات دينية.
من اهدافه الحصول على الاستقلال لجنوب اليمن ، الذي كان دولة منفصلة قبل الوحدة مع الشمال في عام 1990 ، تحالف الحراك الجنوبي الغير مستقر مع القوات الموالية للرئيس هادي في عام 2015 لمنع الحوثيين من احتلال عدن. ولكن الحراك الجنوبي دون قيادة سياسية موحدة و فعالة.
يشهد الحراك الجنوبي الانفصالي في اليمن الان عملية تفتت في كياناتة وانتشار الفساد وانعدام الشعور بالمسؤولية الوطنية عند اغلب قياداته وهذا يهدد الاستقرار في البلاد.
لكن شن حملة عسكرية ضدّه هذا قد يثير مناصريه و يدفعهم للالتحاق بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و غيرها من التنظيمات الارهابية .
مثال على ذلك عندما بدأ الحرك الجنوبي كان رد الفعل من الرئيس صالح عليه حادّا للغاية ، لا حظ ماذا كان موقف تنظيم القاعدة ، أعلن زعيم تنظيم القاعدة ناصر الوحيشي و السكرتير الخاص ( 1976 - 2015 ) لاسامة بن لادن دعمه للحراك الجنوبي ، إلا أنّ القادة الجنوبيين رفضوا هذا الدعم حتى الآن ، وكذا أنصار الله عرضوا الدعم للحراك في الجنوب و رفض لاسباب سياسية ( الجنوب يميل الى العلمانية ) .
المشكلة الرئيسة في الجنوب تكمن في الاضطرابات التي تؤجّجها المعارضة الجنوبية الواسعة للحكومة، وفي الاعتقاد بأن الجيش وقوى الأمن يستغلان الاقتصاد.
إذا لابدّ من التوصّل إلى حل سياسي يعالج المشاكل العالقة الناجمة عن عملية توحيد البلاد التي كانت سيئة التنفيذ في بداية التسعينيات.
ولكن أيّ حملة عسكرية ضد الحراك الجنوبي سوف تزيد من تأجيج الأوضاع و خلق بيئه داعمة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
هذا الوضع المعقد بين الحراك الجنوبي و الرئيس هادي كان سببه الانقسامات داخل التحالف الذي تقوده السعودية.
إن المملكة العربية السعودية تدعم الرئيس هادي ، الذي يتخذ من الرياض مقراً له ، في حين أن دولة الإمارات العربية المتحدة متحالفة بشكل وثيق مع "المجلس الجنوبي الانتقالي" .
التوترات بين المجموعتين لا تزال قائمة. و بين المجموعتين " الشرعية " و "المجلس الجنوبي الانتقالي" ، هناك قوة انفصالية اخرى تقود احتجاجات ضد السعودية و الامارات ( جماعة باعوم - حضرموت ، قبائل المهرة و السقطرية ..الخ ) وهؤلاء يقودون انتفاضة شعبية سلمية حاليا في الجنوب.
لكن يظل المجلس الانتقالي الجنوبي عاجز على تغيير الاوضاع في المنطقة ، الا إذا سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي عمليا على الارض في الجنوب .
بمعنى آخر توحيد و قيادة المليشيات و النخب العسكرية و منع ظاهرة التسلح الغير قانونية . الجيش و الامن العمود الفقري لأي دولة ، واستقلالية الجيش و الامن هي استقلالية النظام السياسي .
نعرف ان المملكة العربية السعودية وإيران - جاران قويان - تخوض صراعا عنيفا من أجل الهيمنة الإقليمية. كانت المملكة العربية السعودية تعتبر نفسها زعيمة العالم الإسلامي.
ومع قيام الثورة الإسلامية في إيران ادعت ايران بالزعامة لنفسها في العالم الاسلامي. قد شاهدنا الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران في العراق و سوريا .
لكن اليمن ليس سوريا و لا العراق هنا تتشابك المصالح الاقليمية و الدولية ، لذا الحل الوحيد هو فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية و اعادة دولة الجنوب العربي (اليمن الجنوبي سابقا) وتكون العلاقات بين الدولتين، دولة الجنوب العربي ودولة اليمن الشقيق سوية وراقية..
بالمقابل علينا الجنوبيين إعطاء صورة إيجابية ومطمئنة للعالم بهذا الخصوص ،عبر تقديم برنامج سياسي موحد ودستور للكيان سياسي الجديد لأجل طرحه على العالم والتأكيد لدول العالم وللدول المحيط بنا ، اننا نملك مشروع دولة حقيقية تلتزم بالقوانين الدولية .