أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

القضاة تكتب: النائب وهاتفه.. والفضول الصحفي الذي لا ينام!


رحاب القضاه

القضاة تكتب: النائب وهاتفه.. والفضول الصحفي الذي لا ينام!

مدار الساعة ـ
في قاعة البرلمان حيث يُفترض أن تُناقش قضايا الوطن الكبرى، يبدو أن هناك من اختار أن يناقش شيئًا “أهم” بكثير: شاشة هاتف نائب! نعم، بدل أن ينشغل الصحفيون بنقل تفاصيل الجلسة ومداخلات النواب، قرر أحدهم أن يصبح “محققًا خاصًا” ويفتح عدسة كاميرته ليغزو خصوصية نائب كان يتصفح هاتفه الخلوي.
أين الصحافة؟
بينما كان النائب يمرّر أصابعه على شاشة هاتفه ليتابع ما قد يكون “أمرًا شخصيًا أو حتى مجرد لعبة كاندي كراش” كان هذا الصحفي يحوّل عدسته إلى مدفعية ثقيلة تتصيد اللحظة. وكأن النائب يرتكب جريمة كونية! هل نسي الصحفي أن هناك فرقًا بين نقل الحقائق وبين التطفل غير المبرر؟
قضية وطنية: ماذا كان يفعل النائب؟
ربما كان النائب يبحث عن كلمة مناسبة لمداخلة برلمانية، أو يقرأ عن آخر مستجدات الوطن، وربما، وربما فقط، كان يطلب “بيتزا” ليسد رمق جلسة طويلة! ولكن، مهلاً، هل هذا من شأن الصحفي؟ بالتأكيد لا.
لكن يبدو أن الصحفي قرر أن يتحول من ناقل للخبر إلى بطل لفيلم تجسس!
وكأنه وجد قنبلة إعلامية ستغير مجرى الأحداث.
أين المهنية؟
ولماذا هذا الهوس بما يفعله الناس على هواتفهم؟
خصوصية النائب… وفضول الصحفي
الحقيقة التي يبدو أن بعض الصحفيين يرفضون تصديقها هي أن “النائب إنسان أيضًا”
نعم، إنسان له حق الخصوصية حتى لو كان يجلس تحت قبة البرلمان.
إن تحويل لحظة عابرة إلى خبر ضخم ينم عن سطحية وغياب التركيز على القضايا الحقيقية.
هل هذا هو مستوى الصحافة الذي نريده؟
هل انتهت القضايا الكبرى في البلد ليصبح تصفح هاتف نائب هو الحدث الأبرز؟
إلى الصحفي العزيز:
شكرًا لك على حرصك “الشديد” على مصلحة الشعب، ولكن أليس من الأفضل أن تركز على قضايا تهم الوطن بدلاً من محاولة معرفة ما إذا كان النائب يرسل “إيموجي قلب” أو يتابع نتائج مباراة؟
الخصوصية ليست مجرد كلمة في القاموس، بل هي حق للجميع، حتى لو كانوا نوابًا.
الصحافة مهنة عظيمة، ولكن عندما تتحول إلى أداة للتجسس والتطفل، فإنها تفقد قيمتها.
بدلاً من ملاحقة النواب في حياتهم الخاصة، لمَ لا نركز على أدائهم في القضايا الوطنية؟
أو على الأقل، لمَ لا نصورهم وهم يرفعون أيديهم بالموافقة على قرار يهم الشعب بدلاً من التركيز على أيديهم وهم يمسكون هواتفهم؟
ختامًا
عزيزي الصحفي، الكاميرا سلاح ذو حدين.
استخدمها لنقل الحقيقة وليس للتجسس. وعزيزي النائب، في المرات القادمة، تأكد أن هاتفك في وضع الطيران… فقد يكون هناك صحفي آخر ينتظرك خلف العدسة!
مدار الساعة ـ