لطالما كان الشباب هم المحرك الأساسي لأي تغيير أو تطور في المجتمع، لكن في السنوات الأخيرة، أصبحوا أكثر من مجرد محرك؛ أصبحوا القوة التي لا يمكن تجاهلها في المشهد السياسي. لقد أثبتت الوقائع أن الشباب ليسوا مجرد متفرجين على ما يدور حولهم، بل هم اللاعبون الرئيسيون الذين يعيدون تشكيل قواعد اللعبة السياسية بوعيهم، إبداعهم، وإصرارهم على التغيير.
في زمن تزداد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يتصدر الشباب المشهد كصوت واعٍ يطالب بالشفافية والعدالة، ويرفض الأجندات التقليدية التي عفا عليها الزمن. أصبحنا نرى شبابًا يقودون حملات سياسية، يبتكرون حلولًا بديلة للمشكلات المزمنة، ويفرضون وجودهم في مراكز القرار بشكل لا يمكن إنكاره.
ليس هذا التغيير مجرد صدفة، بل هو نتيجة وعي جيل أدرك أن الاعتماد على الآخرين لصناعة المستقبل لم يعد خيارًا. هذا الجيل فهم اللعبة: إذا لم تكن على الطاولة، فأنت حتمًا على القائمة. لذلك، بدأ الشباب يقتحمون الساحات الانتخابية، يشاركون في الحوارات الوطنية، ويطرحون أفكارًا تواكب تطلعات المستقبل بدلًا من اجترار الماضي.
أحداث الفترة الحالية تسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الشباب في السياسة.
نراهم يتصدرون الحملات التي تتحدث عن قضايا المناخ، الحقوق المدنية، والتعليم، والاقتصاد الرقمي. في كل تجمع سياسي أو احتجاج شعبي، تجد الشباب في المقدمة، يرفعون شعارات لا تطالب فقط بالتغيير، بل تفرضه بجرأة.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتأثير، أصبح صوت الشباب مسموعًا أكثر من أي وقت مضى. حملات التوعية، الضغط الشعبي، وحتى إيصال رسائل مباشرة لصناع القرار، كلها أصبحت في متناول أيديهم. هذا الاستخدام الذكي للتكنولوجيا جعل الحركات الشبابية تتصدر الترندات العالمية، وتحول المطالب إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع.
لكن الأهم من كل هذا، أن الشباب اليوم لا يبحثون عن دور رمزي أو شكلي في العملية السياسية. هم يريدون تغييرًا حقيقيًا ومستدامًا، وهم يعلمون أن الطريق لن يكون سهلًا. لذلك، نجدهم أكثر صلابة، أكثر وعيًا، وأكثر استعدادًا لمواجهة العقبات مهما كانت التحديات.
الشباب هم القوة التي لا يمكن تجاهلها. ليس فقط لأنهم يمثلون المستقبل، بل لأنهم أصبحوا الحاضر بكل معانيه. من يتجاهلهم، يخسر فرصته في مواكبة العالم المتغير. ومن يساندهم، يكسب شريكًا قويًا لبناء وطن يتسع للجميع.
امنحوهم الفرصة ليصنعوا الفارق. لأن الشباب ليسوا فقط أمل الأمة، بل هم قادتها القادمون، وقوتها التي لا تنضب.