بقلم: الأستاذ الدكتور بلال ابوالهدى خماش، كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك.
لقد غرقت عمان بما فيها من المحلات التجارية بمحتوياتها وما كان فيها من سيارات ومواطنين ... إلخ يوم الخميس الموافق 28/2/2019 من تأثير المنخفض الجوي الشديد الذي كان من الدرجة الرابعة في مقياس من 1 – 5 وفق محطات الأرصاد الجوية. والذي ألحق الأضرار المادية والمعنوية والنفسية في أصحاب المحلات وأصحاب السيارات. علماً بأن معظم هؤلاء الناس مديونين إلى البنوك بسبب تردي الوضع الإقتصادي في أردننا العزيز منذ عدة سنوات متتالية. رغم أن المواطنين جميعاً في الأردن يدفعون ما عليهم من رسموم ترخيص لمحلاتهم وضرائب على البضائع وعلى السيارات وعلى كل ما هو مفروض عليهم من أنواع الضرائب المختلفة لأمانة عمان الكبرى والجهات الرسمية.
الأسئلة التي يتداولها الناس سواء أكان المتضررين أو غيرهم: على من تقع مسؤولية الفياضانات التي حصلت في عمان وغرق مدينتنا الحبيبة على قلوبنا؟! من سيعوض خسائرالمتضررين؟! ومن سيعيد وضعهم بعد الأضرار التي لحقت بهم إلى ما كان عليه من قبل؟! وهل سوف لا يتكرر ما حدث من فياضانات وغرق لمدينة عمان مرة ثانية؟! أو لغيرها من مدن أردننا العزيز في المستقبل؟!
فأمانة مسؤولية هذه اللجنه كبيرة جداً ولابد لها من تحديد على من تقع مسؤولية غرق العاصمة عمان وما لحق من أضرار في محلات وسيارات وممتلكات المواطنين والبنية التحتية للعاصمة. وذلك حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
قال تعالى في كتابه العزيز(إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولً(الأحزاب: 72)). كنت أتمنى على مسؤولي الجهات المعنية في هذا الأمر مثل " أمانة عمان الكبرى" أن يكون عندهم الجرأة كما يحدث في دول العالم الأخرى الأجنبية ويخرجوا على الملآ ويعلنوا تحمل كامل المسؤولية إن كان تقصير في الصيانة أو التطوير لمناهل وقنوات تصريف مياه الأمطار. ويترك الأمر في حينها للمسؤولين من الدرجة الأولى لإتخاذ القرار المناسب بحقهم، ولا حاجة لتشكيل لجان للتحقيق في تحديد مسؤولية ما حدث. ولكن يجب أن لا يكون أي تهاون مع كل من تسبب في غرق عمان. مع شكرنا الجزيل لجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ولدولة رئيس الوزراء الذي نَفَّذَ أوامر جلالته في تفقد أوضاع العاصمة عمان فور وصوله لعمان.