ان التلذذ والاستمتاع لدى البعض بنفسية الاستضعاف والجلوس دون عمل اسهل على النفس الاعتماد عمن يبحث له عن فرصة عمل، فهي نفسية معارضة للذات عن المبادرة للبحث عن فرصة عمل او التفكير الفردي او الجماعي بعمل مشروع انتاجي.
لكن الكثير اصبح يتنفس سموم الاخرين الراغبين بعدم العمل او ممن انحرفوا عن الطريق السليم واصبحوا يتعاطون او يتاجرون بالمحظورات، واصبحت تجد ان هناك ممن امتهن البلطجة او السطو وغيره، اي ان هناك فئة شبابية اصبحت تتنفس سموم هؤلاء المنحرفين وتسمح لافكارهم المنحرفة ان تخترق مناعتهم النفسية وتسرق سلامة الداخل ، حيث ان ضعف جهاز المناعة النفسي سيسبب الاضطراب من كافة الجوانب الجسدية والحياتية ويعرضها للمتاعب والضغوط النفسية التي تحاصره من كل جانب.
من جانب آخر هناك من الشباب من وضع مسافات نفسية بينه وبين من يحاول تجييره على تنظيمات او سلوكيات غير سوية فشكل مناعة نفسيه قوية لعدم السماح لهم باختراق فكره حيث ان امتصاص السموم ستؤدي الى تعكير صفوه حياته وتضخيم الشعور بالضيق ويصبح تعاملنا وسلوكنا غير ايجابي .
فالغضب اكبر عدوعلى الانسان حيث يلغي دور العقل ويعزز غريزة العدوان والبحث عن انتصارات مزيفة لانها لن تستمر طويلاً ، ونحن على علم وثقة ان ما تنتجه عقول شبابنا المنتمي من كفاءات وخبرات هي ثروة حقيقية يستفيد منها الوطن لبناء مشروع حضاري اصلاحي.
فالحياة تجارب نتلمس منها احتياجاتنا وطرق الاداء والعمل والانتاج ونطوره والاستفادة من خبرة الاخرين، كشعاع من نور يضيء بها الطريق لبناء المشروعات الخاصة والجماعية ويفتح آفاق المعرفة ويضيف لرصيدك الفكري كنوزاً من المعرفة لتصبح لدى شبابنا عزيمة لا تتزحزح ولا تنثني ليتواصل صعودهم وليضعوا نصب اعينهم هدفاً يسعون لتحقيقه، والرسول صلى الله عليه وسلم استثمر عقول الصحابة وخبراتهم في بناء الدولة الاسلامية، فاستثمر خبرة عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف في تنمية الاقتصاد الاسلامي.
لذلك على الحكومة استثمار واستغلال اصحاب الخبرة من المسؤولين السابقين ، ومن مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والتسويقية ، لعمل ندوات وجلسات عمل مع الشباب في المحافظات لطرح الافكار والمشاريع وطرق التدريب والتأهيل وطرق التمويل بحضور مسؤولين من صناديق التمويل الحكومية او البنكية وغيرها ، كذلك من المنظمات الدولية التي تدعم المشاريع الانتاجية خاصة المشاريع البيئية والسياحية وغيرها.
فهناك كثير من المنح متوفرة سواء في وزارة التخطيط او في الوزارات الاخرى ، لكن لا احد يعرف عنها ولا كيفية الاستفادة منها وآلية صياغة المشاريع المتعلقة بتلك المنح.
فهناك واجبات مناطة بكلا الجانبين بدل ان نبقى مثل النواحات المستأجرات في العزيات ندور في حلقة مفرغة نتبادل الاتهامات وتراشق الكلام الذي لا يجدي نفعاً.
hashemmajali_56@yahoo.com