اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

العسكر لا يبكون

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/21 الساعة 23:55
مدار الساعة,الأردن,فلسطين,الجيش العربي,

كتب : محمد عبدالكريم الزيود

لا يشلع القلب أكثر من رؤية دموع الرجال، والأكثر أن تهطل العبرات من عيون العسكر على زملائهم الشهداء، لكن متى كان العسكر يبكون، ومتى كان العسكر بعيدون عن الموت والرصاص.

ربما نعذر ذويهم وأحبتهم بأن يبكوا من يليق بهم البكاء، ويحزنون على أغلى رجالهم الذين خطفهم الموت بغتة ، أما أنتم يا سدنة الجيش ورماحه وسيوفه فليس لكم البكاء، وحزن الرجال في قلوبهم، وفي شموخ هاماتكم تتكسر أمنيات المعتدين، ولن نرضى أن تنحني رؤوسكم أو يميل الشعار عن عقالكم.

على مدار مئة عام ودّع الأردنيون ما يقارب ثلاثة آلاف شهيد من الجيش والأجهزة الأمنية، وأضرحة شهدائنا منثورة على أرض فلسطين وقراها، ويشهد لنا تراب وزيتون القدس أنه ضمّ أجمل الفتيان رزقوا في الشهادة وهم يحملون بنادقهم وحبهم للدفاع عن المقدسات.

رغم الألم بفقد الرجال، لكن ما زال الأردنيون يفخرون بشهدائهم، ويتغنون ببطولاتهم، ويكرّمون بأسمائهم، وأذكر أن جدي ظل ينادى بأبي الشهيد تكريما له عندما فقد عمي الشهيد "علي" أصغر شهداء الجيش العربي عام ١٩٦٧ في الشيخ جراح بالقرب من القدس.

مرة أخرى رغم مرارة الفاجعة فلا يليق البكاء بالعسكر، وأعرف أن الحزن يفيض من قلوب زملاء السلاح، وأن الفقد لا يعرفه إلا الأقربون، ولكن هذا هو الأردن لا يكسر شموخه فقد الرجال، وأن العسكر مشاريع شهادة فداء للبلاد ولأمنها، وحربنا مع تلك الفئات ربما تطول، وسيظل الجيش وأجهزتنا الأمنية شوكة في قلوب كل معتد أو من يفكر يوما أن يمسّ بلادنا بسوء.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/21 الساعة 23:55