انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

فضاء مفتوح وإعلام ضعيف

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/22 الساعة 19:02
حجم الخط


الكاتب : د.قدر الدغمي
مع ثورة المعلومات شهد الإعلام الأردني تطوراً كبير وهائلاً, حيث انتشرت ظاهرة تعدد وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، وانتشرت أيضا بشكل كبير ظاهرة المواقع والوكالات الإخبارية.
ففي الأمس القريب لم نكن نملك سوى محطة تلفزيونية وإذاعية واحدة, أما اليوم ومع هذا التطور أصبح رأس المال يتحكم في الإعلام كماً ونوعاً وحجماً وتوجه رجال المال والأعمال باستثمار أموالهم في هذا المجال الخصب, وأصبحنا نمتلك العديد من هذه المؤسسات والوكالات والمحطات, علماً بأن معظمها لتضييع الوقت والتسلية والهوى ونشر الأخبار الخاصة والمفبركة مدفوعة الأجر بدلاً من أن تولي جل اهتماماتها لقضايا الوطن والمواطن.
هذا المناخ أصبح فرصة لدخول المتطفلين على فضاء الإعلام وتقديم البرامج غير الهادفة، فالفوضى في الإعلام محفوفة بالمخاطر عندما تصبح لغة التلميع والمدح والردح وقول الزور والكذب والنفاق هي اللغة السائدة فيه، فأغلب هذه المحطات تعاني من الفوضوية في انتقاء الشخص والصوت والقلم المناسب دون رقيب، وما زالت تعاني ايضاً من عدم الدقة والوضوح في هدفها ورسالتها وعدم التنسيق في موضوعات برامجها وتوقيتها.
هذا مع العلم بأن مدرسة الإعلام الأردني الرائدة والمدربة لغوياً وإعلامياً والغنية بالكفاءات المؤهلة, والتي رفدت أهم المحطات العربية بخبراتها، تمتلك إعلاميين قادرين على نقل الخبر أو الحدث بصورة مهنية عالية, فما زال المواطن الأردني يعول على هذه المحطات في نقل الصورة الحية للحدث بموضوعية وشفافية دون تزييف أو كذب أو خدع, "فالإعلام والصحافة صحيح مهنة المتاعب لكنها ليست مهنة ”الهواه"، فقد تنكب بعض المؤسسات الإعلامية أشخاص لا ضمير لهم ولا شرف مهنة لديهم وخلوهم من الشعور الوطني والاخلاقي وبرعوا في تزييف الوعي الجمعي.
نحن في عالم أصبح فيه الإعلام صناعة، ويتحكم بتوجيه الرأي العام، ولا شك أن رأس المال وليس الفكر هو اللاعب الأساسي والمحرك الرئيسي في بناء بعض هذه المؤسسات، في عالم يعيش الفوضى في كامل تجلياتها في كل المجالات وبالأخص المجال الإعلامي, لكن يبقى المتعطشون للخبر الصادق والبرنامج الهادف ينتظرون ظهوره من ذلك الإعلامي الجريء في المحطة أو المؤسسة الإعلامية القوية، مع مراعاة أهم اساسيات العمل الإعلامي الناجح وهو الحياد والصدق والمسؤولية والموضوعية والنزاهة والدقة والتحري في الحصول على المعلومة, وهذا ما لم يتوفر في بعض المحطات والمواقع.
فغالباً يكون ضعف الإعلام وتردي مستواه بسبب ضعف القائمين عليه في محاباتهم وعدم معرفتهم بتفاصيل المهنة بشكلها الصحيح.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/22 الساعة 19:02