انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الحباشنة يكتب: دروس من قضية الفايز والشوابكة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/17 الساعة 17:04
حجم الخط

بقلم: فارس الحباشنة

ما كتب بـ"ضم الكاف" في صحيفة يومية أردنية عن الخلاف العشائري ما بين " الفايز والشوابكة" يضاهي ويفوق كماً وهدراً ما كتبه الاعلام الاردني عن نقل السفارة الامريكية الى القدس وحرب غزة دامية وقانون ضريبة الدخل .

ليس هناك من متابع أو مهتم بالشأن المحلي الا ويطالعك بالمقولة والملاحظة نفسها . طبعا الأمر ليس بحاجة من قريب أو بعيد الى ضليع وخبير بالاعلام و الاعلام البديل "الجديد" ، فليس هناك ما يربطها بأي معنى من معاني الصحافة.

نغمة ونبرة وأصوات تظهر في الاعلام منابرها معروفة ومعلومة، وما أن يقع أي خلاف عشائري، فيدسون شائب افكارهم واراءهم السوداء بخطاب يعتريه الحس المسؤول والواجب الوطني أتجاه الاستقرار الاجتماعي وحماية القيم الاصيلة و الراسخة في المجتمع الاردني .

طبعا، علامات استفهام مرسومة تلاحق كل ما يكتبون، إذا ما عدل قانون للأسرة أو المرأة و الانتخاب وغيرها من التشريعات الناظمة اجتماعيا وسياسيا. يخرجون من وراء "صفرة واحدة" يجيشون بما ملكت أيمانهم من قوة ورباط قول وكتابة لـ"تصفير الساعة" الوطنية : الاجتماعية و القيمية و الاخلاقية الاردنية .

في خلاف الفايز والشوابكة، ما طرحه كتاب "الصفارة والسبابة" ليس سؤالا في مدنية الدولة والحق والواجب المواطني، وليست مسألة تعايش الدولة والمجتمع و العشيرة ، ولكن ما يطرح هوخطاب مبطن سياسي و اعلامي تفكيكي يخطف الاضواء لاتهام العشيرة بانها القوى التقليدية القاتلة و المعطلة لمشروع الدولة المدنية والتي ما زلنا نلاحق سرابها.

ثمة أسئلة من الواجب أن نواجه بها أنفسنا، وهي الاسئلة التي تلاحقنا في خطاب اعلامي يحاول الترويج لتمسيخ العشيرة الاردنية، ووصفها بانها مليشيا وشطينتها والاساءة اليها ، وهي بضاعة يحملها بلا شك ولا سوء تقدير عملاء سفارات اجنبية.

ومن يرفعون شعارات الديمقراطية والحريات العامة الزائفة والمزورة لارادة الشعب، ومن يحملون مشروعا لنحر أساسات وركائز الشخصية الوطنية الاردنية، وفي مقدمتها تحطيم الدولة وبناها العميقة المؤسساتية: البيروقراطية و العشيرة.

وليس بعيدا عن هذه الموجة، وما قرأنا من مقالات ومواقف مسمومة لمدعي الحداثة والمدنية، ومن يظنون انفسهم أنهم أوصياء على الدولة والشعب، وقد هبطوا من فضاء ليبرالي يهسجون بـ"جان جاك روسو وادم سميث و ديفيد هيوم و ديفيد ريكارديو و فولتير .

التاريخ الاجتماعي الاردني يقول أن الخلاف والصدام بين العشائر والمناطق لم ينقطع ، وكان موجودا دائما ، ولكن أكثر ما يخبرنا التاريخ به أن تلك الخلافات والصدامات لم تؤد يوما الى عمليات فظيعة، ولا أدت الى شروخ عميقة في وحدة المجتمع السياسية التي لطالما واجهت اخطارا خارجية وقاومتها بصلابة وصلافة".

في احداث أيلول التفت العشيرة والجيش لحماية الدولة والنظام من المليشيات والفكر المليشيوي القادم للبلاد من خارج التقليد السياسي الوطني الاردني.

وحتى لا تنفتح شهية المتفرجين الطامعين ، وليصمتوا فالعشائر الاردنية تملك من وسائل حكيمة ورشيدة ومسؤولة لاستيعاب الصدام والخلاف، وكما فعلت جاهة شيوخ الاردن الكريمة التي ترأسها الباشا مازن القاضي في التحرك لاطفاء تداعيات الخلاف ما بين الفايز والشوابكة .

ومن قبل الجاهة صدر وجهاء وشيوخ بني صخر بيانات تحمل معاني توكد على أن القانون هو المرجعية و اتخاذ الاجراءات العشائرية اللازمة لاطفاء أي تداعيات لاحقة ، وكما جاء في صريح القول في بيان النائب حابس سامي الفايز الذي صدر في اليوم الثاني من اندلاع الاحتجاجات.

والبيانات كانت موجة للسلطات، والجاهة انطلقت بدافع وطني مدني وتقليدي اردني معا، والمشكلة كما جرت العادة ان الاردنيين في "لا وعيهم الباطني"لا يثقون في السلطة ، وفي الذاكرة حوادث وقضايا أدى تلكؤ وعجز ومماطلة السلطات الى خروجها وانحرافها عن حجمها ومستواها الطبيعي والمعتاد.

الاردنيون في الاطراف يواجهون علاقتهم مع الدولة بقلق، وثمة متسع للسؤال عن الهوية الوطنية ومستقبلها، والتوترات الاجتماعية تفضح بمواضع كثيرة كيف تفكر الدولة بالمجتمع؟ وكيف يفكر ايضا حملة الاجندات والمتربصون "القوى الخفية السرية" بالمجتمع الاردني؟

قوة المجتمع تفحص بالمحن والاختبارات الصعبة، وفي الخلاف الاخير سطر "بني صخر" باردنيتهم الاصيلة والعريقة والضاربة بالتاريخ صورة صافية ومشرقة ومشرفة وايجابية للعشيرة الاردنية، الاحتكام الى القانون والعدالة والاجراءات العشائرية ، ولتعطي الكلمة و القول لصوت العقل والحكمة والرشد ، ولتكون مذهبا ونهجا اجتماعيا وعشائريا راسخا ورصينا يهتدي اليه الاردنيون في السراء و الضراء.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/17 الساعة 17:04