انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الواقع والتفكير وتحمل المسؤولية

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/01 الساعة 17:43
حجم الخط

د.المهندس سامي الرشيد

التفكير العقلي والواقعي يأتي من قبل الشخص الذي يتحمل المسؤولية،حيث عقله أكثر هدوءا ولديه رؤية واضحة ،لأنه يهدئ من انفعالاته ويتيح لها فرصة التفكير الايجابي البناء .

ان تحمل الشخص للمسؤولية يعطي رؤية لما يجب ان يفعله لحل تداعيات لموقف ما،كما انها تمنح الانسان شعورا بالاستقلالية وتثري خبراته وتزوده بالحكمة والقدرة على اكتساب المسارات الحياتية .

قد تختلف القدرة على تحمل المسؤولية من شخص لآخر ،فبعضهم يفتقرون الى الشجاعة والجرأة لمواجهة الأزمات وقد يتحول هذا الخوف احيانا الى خوف مرضي وينسحب دون اتخاذ قرار

هناك أفراد لا يستطيعون تحمل المسؤولية ،فنجدهم دائما يبحثون عن الأعذار ولوم الناس .

الأشياء التي يتعرض لها في حياته،يحملها مسؤولية اخفاقه في تحقيق الهدف المنشود من العمل،ولو اعتاد الفرد البحث عن الأعذار فانه يصبح عديم فائدة لمجتمعه غير قادر على تحمل المسؤولية .

ان سر المسؤولية في تحقيق الأرادة هو ان يكون الشخص معتمدا على نفسه وقدراته في كل شئ يختص بأمور حياته،ويتحمل النتائج ويكون اكثر خبرة ومعرفة في تجارب الحياة .

تحمل المسؤولية من اهم الخطوات التي على الانسان ان يسعى لتفعيلها بمجتمعه والتي ترتبط ببناء مستقبل الانسان وشخصيته .

التفكير هو اعمال العقل في المعلوم للوصول الى معرفة المجهول،لذا يجب ان يكون المعلوم معرفة يجري التحقق منها لتطابقها مع الواقع ولتأخذ طابع اليقين .

أما اذا انطلق التفكير من مقدمات خاطئة وغير عقلية ،وجميع الناس من حيث المبدأ ينطوون تحت امكانية التفكير بمعزل عن درجة الصح والخطأ ،فالخطأ في التفكير مختلف عن الخطأ في نتائجه.

ان أخطاء التفكير قد نتج عن فقر في الواقع وليس في طرق التفكير .

الناس الذين لا يفكرون ،لا ينطلقون من الواقع ولا من الممكن الذي يختزنه الواقع .

الممكن الحقيقي غير موجود الا في الواقع الحقيقي وليس في الواقع المتخيل .

الممكن الواقعي لا يتحقق الا اذا اصبح ممكنا عقليا ووراءه ارادة تفكر والتفكير بممكن ناتج عن دافع متخيل فهو امر مستحيل .

الثورة التواصلية الرقمية أدت الى سرعة التواصل بين الناس والوصول السريع الى المعلومة .

هذه النتائج بدورها أدت الى زيادة في المعرفة والثقافة لدى الفرد والمجتمع ،والزيادة في المعرفة والثقافة ولدت تغير في الحاجات كمّاً وكيفاً .

قد تكون الرغبات مجرد أحلام أوأمنيات فقط وفاقدة لقوة صاحبها الضرورية التي تنقلها الى الواقع .

صحيح بأن وراء كل سلوك تكمن رغبة دافعة ،ولكن الرغبة لا تتحقق الا اذا كانت الشروط الواقعية متوافرة .

لكن لو نظرنا للديموقراطية والتي ينادون بها ،هل هي تفكيرواقعي حقيقي أم متخيل؟ حيث تعد الديموقراطية من أجمل الكلمات الخادعة في هذا الزمان ،فهي الحلم الذي يزعم مروجوه أنه سر الانتقال من العناء الى الهناء.

لكن أوروبا كانت أقطاعية وقد أنقذتها الديموقراطية الحقيقية

كانت امريكا عنصرية وتعاني من الحروب الاهلية ،فأنقذتها الديموقراطية ،وحتى ا لاتحاد السوفياتي ،كان يمثل قمة التحدي الاشتر اكي للراسمالية الامريكية ،تحول من عدو للأمبريالية الى روسيا الديموقراطية.

في حقيقة الأمر تنقسم الديموقراطية من حيث التطبيق الى ثلاثة اقسام :

1-الديموقراطية الحقيقية

2-الديموقراطية المختلطة

3- الديموقراطية الزائفة

الديموقراطية الحقيقية هي تلك المطبقة في دولها وملخصها ان الناس يحكمون عبر التصويت ،ومن حق كل مواطن في ذلك البلد ان يحقق حلمه في ان يصبح رئيسا لوطنه .

الديموقراطية المختلطة هي تلك التي سمحت بجانب من الديموقراطية وطعمت به نظامها الحاكم وأهملت جوانب أخرى ،فهي مثلا تعطي الناس حق التصويت ،ولكن القضاء غير مستقل عن السلطة التنفيذية .

الصنف الثالث يتمثل في الديموقراطية الزائفة .

أما في بلادنا العر بية فلم يصلوا لمستوى الديموقراطية الحقيقية ويتأرجحون بين الديموقراطية المختلطة والزائفة .

يعود ذلك الى فكرة التفكيك الجاري الذي يصب في مقتل كل من دعاة الفكرة الوطنية والفكرة الوحدوية،ويفرض عليهما معا نظرة جديدة الى مسألتي التوحيد الوطني والقومي .

وقائع التفكك والتفتت التي تصيب قسما كبيرا من المجتمعات العربية منذ مطلع العقد الثاني من هذاالقرن، هي ثمرة انفراط الرابطة الوطنية الجامعة وتعرضها للتمزيق بعملية مزدوجة من الهندسة الصهيونية والاداء التدميري من المليشيات المغذاة من الخارج، واستراتيجية التفكيك هذه هي اضعاف الدولة المركزية ،وضرب قوتها الامنية والعسكرية والاقتصادية ،وشل قدرتها على اداء وظائفها في حفظ السيادة ونشر الامن وادارة الشؤون العامة .

فلا بد من الحاق الهزيمة بقوى الحرب ،ولا بد من صون وحدة الدولة والوطن ،وبسط الاستقرار والامن والسلم وبناء المجال السياسي بناء جديدا،دون الاستعانة باحد او الارتباط مع أحد من الدول الكبرى التي لايهمها الا مصلحتها والاستيلاء على مقدرات الشعوب .

كما نوفر المشاركة السياسية الواسعة لكل ابناء الوطن ،والتمثيل الصحيح للقوى ا لاجتماعية ،ونوفر الضمانات الدستورية والقانونية للحريات وحقوق الانسان ونؤمن الحقوق الاجتماعية للقوى العاملة والسواد الاعظم من الفئات المهمشة.

dr.sami.alrashid@gmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/01 الساعة 17:43