انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الطراونة يكتب: جزء من النص مفقود!

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/25 الساعة 14:15
حجم الخط

بقلم د. عيسى الطراونة

قدرُنا في الأردن أن نجلِد أنفسنا قبل أن نُجلد أيدي أعدائنا، وفي كل مرة يأتي الجلد قاسٍ وعلى موقف جُلّ ما يحمله هو " جزء من النص مفقود".

قبل أيام قليلة فاضت صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بحادثة رقيب السير وسوّقنا للعالم أجمع في المشهد المصوّر السلوك الفردي على أنه سلوك معمم وممارس بشكل يومي دون أدنى درجات التحقق أو الوقوف على الملابسات المحيطة بالمشهد الذي لم يحمل لنا عنوانا غير "جزء من النص مفقود".

لسنا مع طرف ضد آخر ولكننا متفقون على الأقل نحن ممن لا نرغب بحمل السياط للوطن على انه سلوك فردي لايجوز تعميمه وانه يُحل ضمن الإطار القانوني دون تشهير بمؤسسات الوطن.

وصحونا اليوم أيضا على أصوات سياط الجلادين وبأسلوب أكثر إيلاماً من السابق، وهي تطول مؤسسات التعليم العالي بالأسلوب والطريقة نفسها "فيديو الأستاذ الجامعي مع طالبة تحمل الهاتف الخلوي داخل المحاضرة..." ، لن ادخل بالتفاصيل فالشيطان يكمن فيها ولن انصب نفسي حكماً وأصدر أحكاما بالجملة لا تستند لحجة أو برهان غير أنها رجماً بالغيب لتفاصيل لم يظهرها مقطع الفيديو فهناك دائما "جزء من النص مفقود". و ما يجب أن نعرفه جميعاً أن ما نشاهده في مثل هذه المواقف وغيرها هو سلوك فردي يحتاج بطبيعة الحال لمعالجة حثيثة وتدخل من الجهات ذات الاختصاص، ولكن دون قساوة تلك السياط والجلد المتكرر الذي يطول دائما ابعد من جسد المشهد ذاته وبستويق منقطع النظير وكأننا نقول للعالم أجمع أن ما تشاهدوه بالمقاطع المتداولة هو سلوك معمم داخل مؤسسات الدولة وممارس بشكل يومي.

لقد أن الأوان أن نوقف جلد ذاتنا على مواقف فردية لا تستحق هذا الكم من السياط المرفوعة، وارفقوا بالوطن وتذكروا أن هناك جزء من النص مفقود قبل أن تنشروا ضد الوطن، وبدلا من الرغبة الجامحة في جلد الذات والتعري أمام الآخرين لنتحوّل إلى مبادرين إيجابين بنقل إيجابيات يشهدها ثرى الوطن.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/25 الساعة 14:15