انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الشباب .. بحاجة الى مجتمع ايجابي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/08 الساعة 16:38
حجم الخط

محمد عبدالوهاب العمد

اوضحت دائرة الاحصاءات العامة ان معدل الشباب بالنسبة للمجتمع الاردني يشكل خمس عدد السكان وهم ما بين عمر 15-24 سنة ونسبة الشباب الذكور والاناث متساوية تقريبا حيث نسبة الشباب الذكور 20% ونسبة الشباب الاناث 19% وتبلغ اعدادهم رقميا مليون و ثمانمائة وتسعون شاب توزعت نسبهم ديموغرافيا بين المحافظات وكانت العاصمة عمان لها النسبة الاكبر بمعدل 42% تليها محافظة اربد بمعدل 19% ومن ثم محافظة الزرقاء بنسبة 14% وهي المحافظات الاكثر نشاطا اقتصاديا ، وتوزعت النسب الاخرى على المحافظات الباقية بين 5% و 1% ليشكل بذلك النسيج الشبابي بالمجتمع حصة الاسد من العدد الكلي للسكان .

عندما تشاهد هذه النسب تعلم ان المجتمع الاردني مجتمع فتي وله مستقبل مميز اذا ما تم العمل على استثمار هذه الخاصية بالشكل المطلوب من جميع فئات المكون الاردني السياسي والاقتصادي والاجتماعي ليكون كما كان دائما صاحب الموارد البشرية الاقوى في المنطقة والمصدر الرئيسي للمعرفة والعلوم والاعمال الريادية والسباق في صناعة الاعمال المتميزة وخاصة التكنولوجية منها .

الا ان نجاح الشباب مرتبط دائما بمجتمع ايجابي محفز وداعم لطموحاتهم واحلامهم ومؤمن بقدراتهم وامكانياتهم وانهم قادرين على الخوض في خضم المجتمع ويصنعوا فرقا في عملية التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

والمفارقة ان دول العالم المتقدم يستقطبون الشباب من جميع دول العالم لاستثمارهم في تقدم دولهم لمعرفتهم التامة اهمية هذه الفئة في تقدم الحضارات وبناءها ونخسر نحن في كل يوم من فئة الشباب لدينا لحماسة شبابنا للهجرة والخروج من مجتمع محبط وغير قادر على احتضانه والتوجه الى المجتمعات الايجابية التي تؤمن بقدراته والتي تعمل على تأهيله وتطويره بشكل مستمر ليكون جزءا فاعلا فيها .

حيث ترتفع نسبة الهجرة الى الولايات المتحدة الامريكية بشكل مستمر ، فالمجتمع الامريكي يستقطب النخبة المتفوقة في المجالات العلمية المختلفة والتي لا تميز بين جنسية واخرى ولا تشترط سوى التفوق العلمي لاغراء هذه الفئة من المهاجرين للاندماج بالمجتمع الامريكي وتضمن بذلك هيمنتها الثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ، كما تضيع الفرصة امام بقية دول العالم للاستعانة بهولاء المتفوقين للنهوض بمجتمعاتهم ، حيث ورد في تقرير المؤسسة القومية للعلوم في الولايات المتحدة الامريكية ان 25% على الاقل من المتخرجين الاجانب الذين اكملوا دراستهم في السنوات الاخيرة داخل الولايات المتحدة الامريكية من مختلف التخصصات العلمية يعتزمون الاستقرار بصفة نهائية والعمل ضمن المؤسسات الامريكية المختلفة .

ان الاردن اليوم رغم كل التحديات الداخلية والخارجية بحاجة الى العمل الجاد في صناعة بيئة مجتمعية ايجابية مساندة للشباب والكف عن تحطيم طموحاتهم التي تتمثل بالسلوكيات الاجتماعية السلبية والسياسات الاقتصادية الطارده والاهمال الحكومي للفئة الاقوى في المجتمع.

ويشير علماء النفس الى ثلاث خطوات متلازمة على طريق خلق نظرة ايجابية في المجتمع تطلق القدرات الكامنة وهي :
1- الحرية
2- الارادة
3- العقل

فالنظرة لن تكون سلبية وسوداوية إلا بعد أن تنطلق من هذه القواعد الثلاثة ، وعلى الشباب ان يتصف بالايجابية وان يكون شخص ملئ بالأمل، ينظر إلى الرسائل السلبية التي يتعرض لها على أنها فرص يجب عليه أن يستغلها بشكل صحيح، يدرك أن الفشل خطوة يجب أن يمر بها للوصول إلى النجاح، يحترم الآخرين ويتقبل آرائهم بصدر رحب ويستخدم العبارات التي تحمل معاني إيجابيه أثناء حديثه مع الآخرين، كما يتسم بالجمال فعيناه لا ترى إلا الأشياء الجميلة، يكون شخص ملئ بالطاقة والحيوية يحب العمل ويتقنه، يعمل على إسعاد غيره ويحب الخير للناس، وان يكون منظم في كل شئ سواء في العمل أو المنزل ، يعرف قيمة الوقت ويستغله على النحو الذي يحقق له أهدافه .

ان استقرار الشباب في الوطن وايمانهم بتحقيق طموحاتهم داخله هي مهمة وطنية يتحملها المجتمع والحكومات وعلى كل فئة ان تقوم بدورها المطلوب لصناعة بيئة ايجابية تحقق للشباب ما يطمحون اليه .

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/08 الساعة 16:38