انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

هل مروان المعشر زعيم التحالف المدني..؟؟ !!

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/27 الساعة 19:03
حجم الخط

أثار إشهار التحالف المدني ضجةً كبيرةً وأظهر بصمةً حقيقيةً خلال الأيام القليلة الماضية، رافقها - كما هو متوقعٌ ومعتاد - هجومٌ كبير من بعض الاتجاهات والقوى السياسية في الشارع الأردني، حيث أثار الإشهار جدلاً واسعاً بين مؤيدٍ ومعارض انعكست من خلال مقالاتٍ صحفية ونقاشاتٍ عبر صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي.

ونال الدكتور مروان المعشّر حصة الأسد من هذا الهجوم، وتمّ ربط المشروع بأكمله بإسمه وإظهاره على أنه الأب الروحي القائد للمشروع، واعتقَدَ البعض في الشارع الاردني - لتجذّر فكرة القائد الفرد في العقل الباطن العربي إجمالاً - وقد يكون ذلك بحسن نية أن المعشّر هو عرّاب المشروع، ولكنني لم استغرب هذا الطرح فهو الفكر المتأصّل في عقلنا الباطن كونه النهج الذي سارت عليه معظم الأحزاب الأردنية غير المؤدلجة. وباعتقادي فإننا نحتاج إلى فترة زمنية قد لا تكون قصيرة لنتمكّن من تغيير الصورة النمطية التي تتطلب القائد الفرد لإنجاح أي مشروع.

ومع احترامي الكبير لشخص الدكتور مروان فلا بدَّ من التوضيح بأن لا التحالف المدني ولا مروان المعشّر نفسه قدّموا هذا الطرح، فلم يَرِد تصريحاً أو تلميحاً بأن المعشّر قائد الحزب أو ملهمه، فالدكتور المعشّر فرد حاله حال الكثيرين الذين يعملون ليل نهار لإطلاق مشروعٍ وطني على رأس أولوياته التغيير والإصلاح والنهوض بوطننا الحبيب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً من خلال برامجٍ وخططٍ إستراتيجية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، ونسف فكرة الزعيم ومركزية القرار والاعتماد على الأفكار لا الأشخاص، وذلك لمخالفة وجود الزعيم الأوحد لأدبيات الدولة المدنية ومبادئها.

ويكشف التحالف المدني عن مزيجٍ يضم الشباب المثقّف المتحمّس للعمل وأصحاب الخبرة، فيجتمع على ذات الطاولة النائب والوزير الأسبق والنقابي والحزبي السابق وطلاب الجامعات والناشطون في مختلف المجالات، يتباحثون من خلال حوارٍ حضاريٍ بنّاء غالباً ما يُحسم ديمقراطياً عبر التصويت، فكثيراً ما قَبِلَ المعشر وزيادين والصبيحي والنمري والحروب وغيرهم قرارات الشباب تماشياً مع رأي الأغلبية.

ومع ذلك علينا ألّا ننسى بأن الأردن يضم رجالات خدموا الوطن ولديهم مخزون استراتيجي من الخبرات يجب ألّا نغفلها ونتجاهلها بل علينا أن نستثمرها ونبني عليها، لذا لا يمكننا في سعينا لإطلاق حزبٍ مؤثر بعيداً كل البعد عن فكرة الزعيم الأوحد أن نرفض وجود أيّ شخص لكونه اسماً معروفاً أو تقلّد أيّ منصب سابق.

المعشّر ليس قائد المشروع أو ملهمه بل هو شخص آمن بالفكرة وأراد أن يدعمها بما لديه من طاقات وإمكانيات، المعشّر كغيره من أبناء هذا الوطن يحلم بمستقبلٍ أفضل، يحلم بتغييرٍ إيجابي يحقّق الأردن الذي نطمح إليه.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/27 الساعة 19:03