انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ما الذي يحدث في الرصيفة؟

مدار الساعة,مقالات,الأمن العام
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/26 الساعة 01:45
حجم الخط

بقلم ليث ابو جليل

منذ عام حظيت بفرصة لشرح كامل من احد الأشخاص عن تاريخ البلطجة في عمّان وطبيعة عصابات الأتاوات وعن كبار الزعران في البلد.

جلسة استمرت قرابة ساعتين لم أوفرها في طرح الأسئلة عن تركيبة هذه العصابات، وعن السر وراء تغاضي الدولة الاردنية عن هذه الظاهرة الاجرامية المستفحلة.

سأطرح الموضوع على شكل أسئلة :

ما هي تركيبة عصابات البلطجة والزعران في عمّان ؟

تتمحور عصابات البلطجة في عمّان حول شخصيات إجرامية تتحكم في مناطق جغرافية معينة وتتقاسم النفوذ على تلك المناطق فيما بينها ضمن اتفاق شرف، أو بالخاوة. يصل كبير البلطجية أو " المعلم" إلى مكانته بفعل صراعات داخلية ودق خشوم وتربيط علاقات ومال أسود من المخدرات، تنتهي إلى تتويجه سيدا بالخاوة على منطقته الجغرافية التي يتحكم فيها. وهو أشبه ما يكون بمحافظ الظل لتلك المنطقة.

من أين يأتي الدخل لهذه العصابات؟

يعيش البلطجية والزعران في عمّان على حراسة وحماية الملاهي الليلية التي يملكها متنفذو عمّان. الذين بدورهم يلجؤون إلى "المعلم" لتزويدهم بالكفاءات التي تقدم الخدمة لهم . كما يدير بعضهم شبكات لتوزيع المخدرات عن طريق أتباع لهم وهو أمر استفحل كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية . ويحصّل بعضهم أتاوات شهرية من أصحاب المحلات والتجار في منطقته لقاء حماية موهومة من عصابات أخرى، أو لقاء عدم الاعتداء على مصالحهم . ويقوم البعض بتقديم خدمات البلطجة لمن يرغب بتحصيل دين متأخر أو تأديب شخص معين.
جزء منهم يعمل في تجارة السلاح، لكن بشكل مقنن وتحت عين المعنيين. وهو أمر تم تجاوز خطوطه الحمراء قبل سنوات مما دفع الدولة للقيام بعملية كبيرة ضدهم في الكمالية قبل سنوات. تعمل مجموعات منهم في سرقة الهواتف والأجهزة .

لماذا تتغاضى الدولة عن هذه الظاهرة الإجرامية؟

هذا هو سؤال المليون الذي يجب أن تفتح لأجله الملفات وتعلق من أجله الخوازيق للمسؤولين عن الأمن في هذا البلد.

لا تخفى هذه الظاهرة عن مسؤولي الأمن العام والداخلية في الدولة الأردنية. أما الجستابو الأردني فهو مشغول بملاحقة طلاب الجامعات والناشطين السياسيين.

يلجأ بعض المسؤولين الأمنيين في مناطق انتشار هذه الظاهرة الإجرامية إلى بناء علاقات تبادل منفعة مع بعض هذه الشخصيات تساعدهم في انجاز مهامهم الأمنية في تلك المنطقة بشكل عام. فمقابل التغاضي عن السلوك الإجرامي للـ "معلم" أو عصابته، يساعد المعلم من خلال نفوذه وشبكة علاقاته في الكشف عن بعض القضايا الإجرامية التي تحدث في المنطقة وتسليم بعض المطلوبين الذين يتمكن من الإيقاع بهم بفعل سطوة العصابة وسمعتها بين الأهالي. وهو بذلك يريح المسؤولين من عناء القيام بمهامهم التي تتطلب مجازفة وتتطلب حصانة أمنية لا يوفرها لهم القانون أو أنظمة التوقيف والاعتقال المعمول بها . وقد مر على البلد فترة من الزمن تم سحب الأسلحة الخفيفة من أفراد العام . تبقي علاقة المنفعة هذه السلوك الاجرامي للمعلم وعصابته عند سقف معين يمكنهم التحكم به. كما تستفيد الدولة من عصابات البلطجة في أوقات النشاط السياسي للأحزاب والجماعات.

أين هي مناطق نفوذ عصابات البلطجة ؟

يعتبر مثلث الجريمة الواقع بين الزرقاء والرصيفة وماركا، أحد أهم مناطق انتشار البلطجية والزعران، ويمتد نفوذهم إلى معظم مناطق عمان الأخرى، مع الانتشار بشكل كثيف في المناطق المهمشة والأحياء البعيدة عن سلطة القانون . وهم يتوزعون على التركيبة السكانية للبلد دون تمييز . فهناك بلطجية وزعران يخرجون من خيمة الفقر والعوز في المخيمات. وهناك بلطجية وزعران وعصابات تخرج من خيمة التمرد والسادية والجشع في المناطق العشائرية.

كيف يتعامل الأمن مع هذه الظاهرة ؟

لقد مر على الأردن سنوات عجاف، كان الشخص إذا سرقت سيارته وذهب إلى المركز الأمني، يقوم المسؤولون باعطائه رقم هاتف العصابة للتواصل معها وحل القضية وديا بدفع أتاوه مقابل إرجاع سيارته. طبعا هذا غيض من فيض في الفشل الأمني الذريع في التعامل مع هذه الظاهرة منذ بداياتها. وهو فشل يعكس طبيعة الأولويات الأمنية في الأردن، كما يعكس قصوراً في الأنظمة والقوانين والصلاحيات الممنوحة للأجهزة الأمنية والقضائية للتعامل مع هذه الظاهرة بحزم.

تعتبر السجون أحد أهم نقاط رصد ظاهرة البلطجة في الأردن . حيث يوجد لكل معلم جماعته في السجن، وهم من يقوم بعمليات البيع وتقديم الخدمات للمساجين لقاء أموال طائلة يدفعها السجين وأهل السجين للحصول على هاتف محمول مثلا أو رفاهية معينة.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/26 الساعة 01:45