انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

الخلايلة يرد على عكروش: العشائرية نظام اجتماعي عالمي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/17 الساعة 19:23
مدار الساعة,ثقافة,الأردن,

مدار الساعة - رد الكاتب هشام الخلايلة على مقال الاستاذ يوسف عكروش التي نشرت في مدار الساعة تحت عنوان "لا نريد مجالس عشائر بل مجالس بلدية تمثل المواطنين"، وتاليا نصها:

لا شك بأن الأفهام تتفاوت، وتختلف بحسب القدرات العقلية للإنسان، وحكم الانسان على الأشياء، والإنسان قد يكون محكوماً في ظل قناعات او استدراكات عاشها او سمعها او قرأ عنها، وبالتالي يجب علينا دائماً حسن الظن بالآخرين، وعدم الحكم عليهم من خلال ما نعتقده او نؤمن به، ولكن الواجب يحتم علينا أن نقوم بما يمليه علينا معتقدنا وضميرنا لتوضيح الأمور لمن عمت قلوبهم، او ضلوا عن فهم التركيبة الاجتماعية والتي احدى ركائزها الرئيسية القبيلة او العشيرة كمكون اصيل يتفاعل مع باقي المكونات بتناغم لتشكيل ما يسمى بالمجتمع المدني.

عرف مصطلح القبيلة او العشيرة منذ بداية التاريخ، في كندا والولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا وأخيرا استراليا، وجد الباحثون بأن النظام الاجتماعي التكافلي والقضائي متطور لدرجة اكبر بكثير من الأنظمة الحديثة، بل أن الأنظمة الاجتماعية والقضائية الحديثة تقوم الان بأدخال تلك المثل الى أنظمتهم.

اما كيف ولماذا قامت العشائرية او القبلية، فذلك لأن هذه العائلات في ظل غياب القانون، وقلة المصادر لجأت الى التحالف مع بعضها البعض من اجل تأمين الحماية لأفرادها، ولزيادة الالفة والمحبة بين أفرادها. وتطور النظام العشائري القبلي في العالم بحيث انه اصبح يمكن افراده من التقاضي للوصول الى تسويات سلمية لفض النزاعات بما يعرف اليوم بالطرق البديلة لفض النزاعات، حيث يكون التركيز على الضحية أولا، وليس على خرق القانون او عدم احترام النظام.

العشائرية لا تتعارض أبداً مع الولاء للوطن والدفاع عنه، بل أن حب الوطن يتشربه أبناء العشائر مع حليب امهاتهم، وهم جند الوطن، وخط الدفاع الأول عنه لما يمتلكون من الشجاعة والمروءة والشهامة والنخوة، ولذلك فأنه من باب الفتنة او لنقل سوء الفهم أن يتقول احدهم ويقول أن أبناء العشائر ولائهم أولاً للعشيرة وليس للوطن، فهذا كلام يجب أن لا يسمح لاحدٍ مهما كان أن يتفوه به لان فيه دعوه الى محاربة مكون رئيسي من مكونات الوطن، ولأنه يخدم اجندات ثلة من العلمانيين الليبراليين والذين يمقتون العشائرية لما فيها من حفاظ على الأخلاق والمثل والثقافة والهوية، وتمنع انزلاق شبابها الى الانحراف الأخلاقي تحت مسميات الحرية والتحرر.

وللعشائرية فوائد لا تعد ولا تحصى، منها انها تساعد الدولة والنظام على الحفاظ على السلم المجتمعي من خلال التدخل بين العشائر والعائلات في حالات القتل والجرائم الجنسية، حيث تعجز الدولة أحياناً عن وقف ما يسمى بالثأر ويبقى الخيار الوحيد بالتدخل العشائري المباشر لاصلاح ذات البين.

أن وصف النظام الاجتماعي العشائري القبلي بأنه يعمل على نمط الدواعش فيه وصف يخالف الحقيقة، فالعشائر لم تحكم مناطق، ولم تنصب أنفسها على رأس الخلافة الإسلامية، ولم تجلد الزناة، او تقطع أيد السراق، ولم تعدم الخونة، وتعمل تحت مظلة القانون ومع الدولة والنظام.

فأحسنوا ظنكم بالعشائر ولا تقوموا بالتحريض على نبذ العشائرية لان ذلك حلم بعيد المنال.

حمى الله الأردن من كل مكروه

* خبير فُض نزاعات/استراليا

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/17 الساعة 19:23