بقلم خولة كامل الكردي
حادثة الطفل ريان سلطت الضوء على قضايا كثيرة ربما يغفل عنها العديد في الوطن العربي، كانت تلك الحادثة بمثابة دق ناقوس الخطر للفت الانتباه باتجاه امور يعتقد البعض انها عادية لا تؤثر على احد، لكن قصة الطفل ريان اظهرت الحاجة الى اعادة ترتيب الاوراق من جديد في مجتمعاتنا العربية، واعادة النظر في جوانب من حياتنا نتصور انها بسيطة لا تشكل اية اهمية لكن العكس صحيح.
الحفر الناتجة عن عمليات الإنشاء والتعمير والصيانة، يجب الانتباه اليها جيدا مع بذل كافة الجهود لإتمام العمليات سالفة الذكر بصورة دقيقة ووضع الشاخصات التي تحذر من الاقتراب الى المنطقة التي يتم فيها البناء. الآبار القديمة والمهجورة من الضروري بمكان ردمها في اي بقعة من وطننا الاردن، وهذا يقع على عاتق مديري المحافظات والألوية ورؤساء البلديات، فوجودها خطر يهدد حياة الناس لانه لا سمح الله اذا حدثت مشكلة قد تكلف أضعاف ما يمكن ان تكلف عملية ردمها.
الاحتياط واجب وتشديد الرقابة على الاماكن المهجورة والحفر والآبار وذلك من باب الاخذ بالاسباب وتجنب التأجيل من ابرز الخطوات التي تساعد على تجاوز اية مشكلة قد تواجه مجتمعنا لا سمح الله. الاردن يحفل بالخبرات والمهارات التي بمقدورها القيام بتلك المهمات على اكمل وجه، حادثة الطفل ريان لا نأمل ان تتكرر في اية بقعة من العالم، فالتأرجح بين الامل واللامل من اصعب المواقف التي تتعرض لها النفس الانسانية.
استباق الحدث هو بعينه الوقاية من عدم وقوعه، وان حدث تكون نتائجه ضعيفة لا تذكر، ادارة الازمات من اهم الدورات التي يحتاج اليها العاملين في مجال الإسعاف والإنقاذ حتى المواطن العادي وذلك للتعرف على اهم قواعدها حتى يتم تفاديها، واللوحات الاسترشادية وتعيين المناطق الخطرة كمناطق شديدة الانحدار والمنخفضة والتي يكثر فيها الانهيارات والانزلاقات خاصة في فصل الشتاء مهم جدا وذلك بوضع سياج معدني لمنع الاقتراب.
نسأل الله ان يحمي ابناءنا وكل اطفال العالم، ونسأله الرحمة للطفل ريان وكل طفل سقط ضحية تلك الحوادث في العالم اجمع.