طالما كنت من أنصار مناقشة القضايا التربوية من قبل المجتمع ، فالتعليم قضية وطنية مجتمعية، ومن حق المجتمع أن يبدي رأيه فيما يحدث ، ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد !
فأعطيت الفرصة لمغمورين أن يتحدثوا كخبراء تربويين يعلنون وجود مؤامرة تقودها وزارة التربية ضد تعليم أبنائنا ، ويقف جمهور كبير متمسكا بالمؤامرة .
وكأن وزارة التربية والتعليم عدوة لنا !!
قالوا : أربكت الوزارة المشهد ، قرار توصية ، قرار توصية !
وطالبوا بضمان انتهاء الوباء قبل فتح المدرسة ، وكأنهم يريدون من وزارة التربية أن تكتب تعهدا على الفيروس أن ينتهي قبل بدء الفصل الدراسي الثاني .
فهل أخطأت الوزارة في قرارها ؟
أولا - أنا مع وزارة التربية والتعليم بشكل كامل ، فثقتي بالوزارة ومؤسساتها وإدارتها تسمح لي بالتحدث عن معرفة .
سمعت الوزير والأمين العام والناطق الإعلامي وخلاصة آرائهم :
لقد تم تطعيم ١٠ % من الطلبة والفيروس خطير وسريع الانتشار ، فمن الطبيعي حماية أبنائنا ومجتمعنا .
وهذا منطق واضح جدا ومقبول . لذلك تم تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني ، وهذا قرار عاقل راشد منطقي واجب الوجود .
قالت الوزارة أنها ستعوض المدة الضائعة ؟ فما المشكلة إذا !!!
والوزارة ملزمة قانونا بعدد محدد من الأيام، فلا يمكنها خصم يوم دراسي واحد حتى يكون العام الدراسي قانونيا .
أؤيد قرار الوزارة، بل وأذهب بعيدا وأقول :
كانت الحملة على التعليم عن بعد أقوى من قدرة الوزارة عن الحديث عن التعليم عن بعد ، حملة يقودها ( ليكود تربوي ) يقود تعليم أطفالنا حتى آخر طفل مصاب .
لقد مررنا بتجربة غير سعيدة بالتعليم عن بعد ، ولكننا اكتسبنا خبرات تؤهلنا للتواصل مع طلبتنا خلال فترة ما بين الفصلين ، بل علينا أن نعتاد على تعليم مدمج.
وفترة الإجازة بين الفصلين لا يجوز أن تطول من دون تواصل مع الطلبة ، فهناك فرق بين إجازة كاملة ، وبين تكليف الطلبة ببعض مسؤوليات التعلم ، كأن نطلب منهم :
- إعداد تقارير
- متابعة أهداف
- تسجيل ملاحظات
- حل مشكلات
- قراءات
علينا أن لا نخشى حملة أدعياء الحرص على التعليم وأن نقنع المجتمع بسلامة قراراتنا .
نعم معالي الوزير، تم اختطاف المجتمع لصالح وجود مؤامرة، والحل من وجهة نظري إعلام تربوي قوي ، فالوزارة في السليم .