ذوقان عبيدات
قلت في عدة مناسبات، إنني أول من دعا لوجود مركز وطني للمناهج بعيدا عن وزارة التربية، وبعيدا عن ثقافة تقليدية سيطرت على المناهج عدة عقود. عملت مع دولة الدكتور عدنان بدران فترة قصيرة، استمعت فيها مع زميلي الدكتور محمود المسّاد حيث حققنا بعض إنجازات. تركت المركز بعد فترة قصيرة. وتشاء الظروف أن ألتقي بمعالي الدكتور عزمي محافظة، حيث اتفقنا على استئناف العمل. وللإنصاف أقول:
1- عملت مع الدكتور عزمي فترة سنتين كان حافلة بالإنجازات وبعض المطبّات. ولكنني أقول منذ دخولي المركز في 7/2/2019 تعرض الدكتور عزمي لحملات قاسية لإبعادي عن المناهج، شارك فيها عدد من أقاربي، إضافة لاتجاهات تقليديّة معروفة في مجتمعنا. لقد واجه الدكتور عزمي هذه الحملات بصلابة معروفة. فلم يقدّم أيّ تنازل غير منطقي لأحد.
2- عملت مع زملائي واستمتعت، وحققنا معاً إنجازات ملحوظة تمثّلت بتحديد المفاهيم والمهارات العابرة للمواد الدراسيّة وهذا عمل غير مسبوق، وهدفنا أن تكون هذه المفاهيم أساساً لترشيق الكتب المدرسيّة وتخفيف الأعباء على الطلبة والمعلمين والأهل، وتوفير الوقت لإجراء حوارات ونقاشات تنقل التعليم من التلقين إلى التفكير.
3- عملت مع زملائي على إعداد إطار عام للمناهج استوفى كل متطلبات تطوير التعليم وفق أحدث النظريات التربويّة، وإحداث تغيير حقيقي في فلسفة التدريس.
4- تمّ إعداد دليل شامل لتطوير أداء المعلّمين مع مجموعة من الخبراء بالتركيز على برامج تعليم التفكير والابداع. ومن شأن هذا الدليل أن يحدث فرقاً واسعاً في كل غرفة صفيّة.
5- تمّ انتاج كتاب عن التعليم والمستقبل ساهم فيه خبراء وسياسيّون بارزون.
6- حققنا نجاحات بدعم واضح من رئيس المركز الدكتور عزمي والدكتور المسّاد وتعاون كامل مع جميع العاملين في المركز. لست بصدد ذكر هذه الإنجازات لكنني أقول ساهمنا في إيجاد ثقافة عمل أخلاقية ومهنية.
وفي المقابل،
ليست كل الصّور ورديّة، واجهت شخصيّاً تحديّات لا لزوم لها أعاقت إمكان عكس الإنجازات السابقة في الكتب العلميّة التي صدرت عن المركز. كنت أتمنى ألّا تحدث هذه العقبات. ويمكنني القول هنا إنني تمنيت لو أنّنا تمكنّا من أنتاج كتب مختلفة كنا قادرين على إنجازها. لكن ليس كل العمل نجاحات، ففي بلادنا الإخفاقات صديقة للجهود المخلصة. ما زال الوقت متاحاً لإحداث التطوير المطلوب.
احترامي للجميع