الفايز يكتب: ‏عندما يكون التعليم وسيلة وليس هدفاً

ان ما حدث في Expo في دبي يدعو إلى الحزن والأسف على ما وصلنا إليه في تنشأة الأجيال وتعليمهم تاريخهم وتاريخ وطنهم الحبيب

وأعتقد أن ذلك يعود في مردوده الى أن التعليم اصبح وسيلة فقط ولم يعد هدف يبنى عليه المستقبل و تدار من خلاله عملية وآلية تنشأة اجيال مخلصه منتمية قادرة على الفهم والإبداع والإنجاز

فأصبح البعض من الأجيال الناشئة سطحي جدا في معرفته لتاريخ وطنه ونشأته التي يجب أن تكون اساسا لوجوده فبدون معرفته لتاريخه لا يمكن ان يكون له وجود

وهذه حقيقة وواقع لا مفر منه

ومن الغريب في الأمر أننا لا نستطيع أن نلقي باللوم على المناهج التعليمية في الأردن وذلك لأن المقررات المختصة بتاريخنا موجودة و مكتوبة ومتوفرة و موضحة لتاريخنا من البداية ولغاية اللحظة

وهذا ما يدعو إلى التساؤل أين الخلل في عدم معرفة البعض لتاريخ وطننا وأين تكمن المشكلة وهل يوجد من يستطيع أن يحدد مواقع الخلل و أن يضع يده على المشكلة وهل يمكن حلها

أم هل هناك تقصير بشكل او بآخر في تجاوز تلك الصفحات المتعلقة بتاريخ اردننا الحبيب وعدم إيلائها أهمية

ان هذا يجب أن يدعونا إلى القلق

والخوف من أن تنشاء اجيال لا تعلم ولا تعرف شيئا عن تاريخها ومبادئها ومقوماتتها التي تجعلهم متمسكين بأرضهم مدافعين عنها منتمين إليها بكل ما اوتوا من قوة وعزم فبدون معرفة التاريخ لا يمكن أن تتمكن وتتوطن معاني الانتماء و الفداء لدى أحد

و ان عدم معرفة الأجيال لتاريخهم من شأنه أن يبني أساس قوي لكل مغرض ولكل عدو حاقد على هذا الوطن لان ينال منه و يغيير معالمه وخارطته التي سوف يسهل تقبلها على نفس وقلب كل جاهل بتاريخه

فإن طمس الهوية والتاريخ هي أحد أساليب الحروب في عصرنا الحديث كونها العامل الرئيسي على تفتيت الشعوب و تمكين الأعداء من السيطرة عليها

فلذلك ومن أجل ذلك لابد لنا من الحفاظ على هويتنا وتاريخنا دون تحريف أو تسويف وأن تكون هناك رقابة دائمة على تدريس وتعليم وتثقيف أبنائنا تاريخ هذا البلد هذا الوطن وزرعه في عقول وقلوب كل الاجيال لنتمكن من الحفاظ على كياننا وديمومتنا

فإذا ما أردنا أن نتطور بسواعد أبناء هذا البلد وانجازاتهم المبنية على أساس حبهم وانتمائهم لوطنهم وتاريخه المشرف

فلا بد لنا من أن نحرص كل الحرص على معرفة أبنائنا لتاريخنا العظيم ولا يكون ذلك إلا من خلال اعتماد مبدأ التعليم هدف وليس وسيلة

حفظ الله الأردن ارضا وشعبا وقائدا