مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون السياسية
نترك صفات والقاب وكل ما قيل ويقال عن شخصية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وقدرته على تشخيص الازمات وآثارها المدمرة، على العالم العربي تحديداً، وكيف انها تبدأ بشرارة فتستحيل الى نار تسير في الهشيم، فمنطقة الخليج سبق وان عانت مراراً من مثل هذه الأزمات، واكتوت بنارها.
نقول هذا لأنه ليس لدى الأمير الكويتي ومعه الشعوب العربية الوقت حتى نذكر ونعرض ما يتميز به هذا الشيخ الطاعن بالسياسة والحكمة وعقلية القادة الكبار، ونباهته على استشراف الأحداث قبل وقوعها وكيفية التعامل معها، فالأزمة وبُعدها السياسي والاقتصادي وما ينجم عنها لا قدّر الله ان تفاقمت، مكلفة وباهظة، ولن تقف عند حدود الدول المقاطعة والدولة المحاصرة.
الشيخ صباح الأحمد، جزاه الله خيراً، على ما يبذله من جهد، لنزع الفتيل، يدرك ان أزمات الخليج على اختلافها ما تزال حاضرة في اذهان ابناء هذه الأمة وهي التي تتداعى عليها الأمم بعد ان تنازلت عن وحدتها وتضامنها، وبالتالي دفعت وتدفع الثمن، وأن الخاسرين هم العرب، لا غيرهم، ومن هنا سارع الى جولات شملت الدول المعنية في الأزمة حتى لا تتكرر، لأن العواقب هذه المرة وخيمة.
بحّسه السياسي وفطنته واستشعاره للخطر الذي يلوح بالأٌفق، يسابق أمير الكويت الزمن ولعل المطلوب من الزعماء العرب ان يعاضدوه، لا بل يفترض ان يكون قادة الأمة أكثر مسؤولية لتضميد هذا الجرح، فقد عانت الشعوب العربية والأنظمة على السواء، من مثل هذه الخلافات وما تزال، وبعد ان أتت الحرائق على المنطقة ، والتهمت الشعب، فكثر النهب والسلب، مثلما أتت على الحرث والنسل، فكثر التشرد، ولكنها هذه المرة لن تبقي ولن تذر، فهذا الجزء المهم من هذه المنطقة، يكفي انشغاله بما يواجهه وفي جبهة ما تزال مستعرة، بينما الأطماع الدولية تتزايد.
زعماء الخليج ، اسمعوا من الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح، واجبروا بخاطر شعوبكم، يجبر الله كسر الأمة.