الكاتب: د. ذوقان عبيدات
انشغل كثيرون بنتائج الحرب الأخيرة، فمنهم من رأى نصرًا مؤزرًا وقدم عشرات الأدلة والمظاهر، ومنهم من انشغل بتعداد الخسائر وقدم عشرات الأدلة أيضًا، وقلت سابقًا: هذه فروق بين المقاومة والمقاولة، كما انشغل كثيرون بداعمي المقاومة، وهل أسلحتها أصلية أم من محور المقاومة، وقلت: ليس من المهم مصدر السلاح، فالسلاح هو فعل من يستخدمه، ولا يضير أحدًا أن يكون له داعمون وأصدقاء!!
وعودة إلى تقييم النتائج: سأحاول فعل ذلك وفق معايير الجودة الشاملة الخمسة:
- الانتصار الفائق "غير المعقول" وهذا يعني أن المقاومة انتصرت في محو العدو، وهذا ما لم يتحقق!!
- الانتصار المأمول، وهذا يعني أننا أعطينا الدرس الكامل، وبدأ العدو الصهيوني بلملمة قضاياه تمهيدًا للعودة من حيث أتى! وهذا ما لم يتحقق أيضًا!
- الانتصار المقبول أو المعقول، وهذا يعني أننا وقفنا أمام العدو، ومنعناه من تحقيق أهدافه، وهذا ما تحقق.
- الانتصار الضعيف، وهذا يعني أننا صمدنا، وما زلنا أحياءً عند ربهم يرزقون، وهذا تحقق أيضًا.
- الانتصار "غير المعقول" وهو الهزيمة الكاملة التي ألحقها العدو بنا، وهذا ما لم يتحقق إطلاقًا.
إذن نحن أمام: درجات للانتصار وهي:
- انتصار كامل لم يتحقق، لأن المعركة ليست حربًا.
- نصف انتصار وهذا لم يحصل.
- شبه انتصار وهذا ما تحقق.
- هزيمة كاملة وهذا لم يحصل لأن المعركة ليست استراتيجية.
- نصف هزيمة، وهذا لم يحصل من طرف المقاومة على الأقل.
- شبه هزيمة، وهذا ما تحقق للعدو الصهيوني بوضوح.
فالتوصيف المناسب هو:
شبه انتصار لفلسطين وشبه هزيمة لإسرائيل.
ومن المهم الإشارة إلى أن المعركة ليست هي من يحدد المنتصر والمهزوم، بل ما يتبع المعركة من جهود سياسية تستثمر هذه النتائج.
ففي حرب 1973 انتصرنا عسكريًّا وهزمنا سياسيًّا، وكي لا يتكرر ذلك فالمطلوب:
- الثبات والصمود واستمرار الوعي.
- السعي لتحقيق ما لم يتحقق في المعركة، فإسرائيل ما زالت تستفز المصلين والأهالي في القدس.
- إعادة التسلح من جديد وتطوير السلاح، وزيادة الصلة بالأصدقاء.
- عدم الوقوع في إغراءات السلطة.
المطلوب تحويل شبه الانتصار إلى انتصار، والفرص متاحة لذلك، ففلسطين عادت، والأمة العربية استيقظت، والعالم بدأ يتفهم الوضع!
بالمناسبة: الانتصار الكامل يتم حين يقتنع العالم بعدالة قضيتنا، ونحن المسؤولون عن ذلك!!.