بقلم أ.د عرفات عوجان - رئيس جامعة مؤتة
بقلوب تفيض حباً وولاءً للوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة التي جعلت من الأردن عريناً عربياً هاشمياً صامداً يلتف الشعب فيه حول قيادتة الحكيمة، متمسكين بثوابتهم العربية والإسلامية المتينة، ولم تزعزع ثقتهم أي عوارض أو تحديات طالت العالم، فكلما اشتد الخطب وزادت الصعوبات زاد التفاف وتماسك الشعب حول قيادتة الملهمة.
هذا النسيج الوطني كان وسيبقى حاجزاً ومانعاً في وجه المتربصين والمترصدين للنيل من ثبات الوطن وعزيمة أهله وقيادتة ، إننا إذ نعيش احتفالات الوطن بمناسبة المئوية الثانية لتأسيس الدولة الأردنية لنستذكر بكل فخر واعتزاز ما تحقق من إنجازات عظام في ظل ملوك بني هاشم الذين توارثوا المجد جيلاً بعد جيل، فجعلوا من الأردن بيتاً متماسكاً قوياً منيعاً صامداً في وجه كل المؤامرات والتحديات بفضل حنكة قيادتنا الهاشمية الحكيمة على مر العصور ، فأصبح الأردن بفضل هذه القيادة حتى وجهة للباحثين عن الأمن والطمأنينة من كل حدب وصوب.
تحية ممزوجة بالحب لوطننا العزيز الذي نفاخر ونعتز بانتمائنا له ولقيادته، ولا بد من أن نطالع بعد مرور المئوية الأولى للدولةِ الأردنية صفحات دونها التاريخ بحروفٍ من نور تصف مواقف خالدة جسدها الحكمُ الهاشمي الرشيد منذ قدوم الملك المؤسس ووصولاً لعهد الملك المعزز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم -حفظه الله ورعاه- فهو حكمٌ تمسكَ بثوابت الأمةِ، ودافع عن قضاياها العادلة بانتماء عروبي ممزوج بالتضحية والكبرياء والشهامة، فما من معترك مصيري على الأرض العربية إلا وللأردن بصمة في الدفاع عنه والمشاركة فيه ببسالة، وقد تجسد ذلك في العديد من الأماكن والمواقع، ولنا الفخر بتضحيات أبطالنا وشهدائنا الذين عطّروا التراب العربي بدمائهم الزكية الطاهرة .
في مئوية الدولة الأردنية نستذكرُ الملك الباني المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال -يرحمه الله- ورحلته في بناء وطن يعرفه العالم كله كأنموذجاً يتسلحُ بالمصداقية والسعي الدائم لترسيخ قيم السلام والعدالة بين شعوب الأرض، حيث أصبح الأردن محطّ تقدير مراكز صنع القرار الدولي وقبلتها لإقامة علاقات سياسية ساهمت في تطوير قطاعات حيوية في الدولة الأردنية في مختلف المجالات .
ونستنطق الحاضر ونحن نستظل عهد التعزيز والبناء والتطوير بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي أبهرَ العالم بحضوره وفكره، كيف لا وهو الوفي للإرث الهاشمي العظيم وصاحب الموقف الجريء في الحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات، ودعم الأشقاء في فلسطين لتقوية موقفهم في الدفاع عن قضيتهم باعتبارها قضية العرب الأولى وموضع استقرار المنطقة بأكملها.
ونحن في غمرة الاحتفالات بمنجزات المئوية الأولى لتأسيس الدولة الاردنية ترفرف نسمات جامعة مؤتة بعنفوان وكبرياء، فهي غرس هاشمي في قلب الجنوب النابض بالحب والولاء للقيادة الهاشمية والوطن ،فمنذ ولادتها قبل أربعين عاماً حضيت بالرعاية الملكية من لدن المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- الذي أطل ذات يوم تاريخي معلناً ولادة جامعة عسكرية ومدنية تخرج الخيرة من أبناء هذا الوطن ومزودين بالعلم والمعرفة، ثم نمت وأينعت في ظل قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم -حفظه الله ورعاه- لتكون رافدة لمؤسسات الوطن من خلال تنمية الموارد البشرية عبر برامجها التعليمية المتنوعة، وكفاية خريجيها، وذلك من خلال خطة استراتيجية واضحة المعالم منبثقة من عدة منطلقات في مقدمتها الأوراق النقاشية التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم -حفظه الله ورعاه- وآتت ثمارها في الآونة الأخيرة من خلال حصول الجامعة على العديد من الجوائز العالمية والإقليمية والمحلية ،وهي ماضية بعون الله وبرعاية كريمة من لدن جلالته الملك في مواصلة مسيرة البناء والعطاء وتحقيق الرؤى الملكية السامية في بناء جيل من الشباب القادر على تحمل المسؤولية والمساهمة في بناء مؤسسات الوطن والحفاظ على منجزاتة ومقدراتة .
إن مئوية الدولة الأردنية فصولٌ من تاريخ ناصعٍ سنبقى نحدثُ به الأجيال القادمة لنرسخ قيم المحبة بأبهى تجلياتها ونرددُ قول القائل :
(أوصيك أوصيك بالأردن يا ولدي) فالأردن يستحق الفداء وأرضه الطهور مهوى القلوب وقبلة الروح وقصيدة الهوى الخالدة داخل الوجدان والضمير.