وزير الاعلام الجديد سجل انتقادات غير مسبوقة في زمن قياسي.
فرغم قصر عمره في الوزارة، فانه ضرب رقما قياسيا في التصريحات والنفي والتراجع عن التصريحات، والاعتذار عن تصريحات.
قد يكون من المبكر الحكم على اداء معاليه وتعاطيه مع مهنة الاعلام الشاقة والمعقدة والتي تحمل اوزاراً صحية وسياسية واقتصادية في بلد موبوء.
الوزير كان يمكن يأخذ راحته في وزارة الثقافة مثلاً. وما دام معاليه من اهل البلاغة والمجاز، ومن اصحاب ملكة التشفير في الخطابة والكلام والتصريح ، فلو اختار الثقافة لابدع، وصنع من المستحيل ممكنا في المجاز والتورية والبلاغة ، والاستعارات، والتشبيهات.
فما نيل البلاغة بالتمني كما يعرف الجميع. وفي انتظار أن تؤخذ الدنيا غلابا. معاليه موهبة واكتشاف جديد ببما يملك من بلاغة و لغة مجاز ، وصانع مفارقات لغوية.
ولكن ما اعرفه، ماذا دهى عقله وهو يعلن قرارات الحظر القاسية ليستعمل هذه المفردات دحرجت الرؤوس . هل اراد ان يوصل رسالة بانه محمي برئيس حكومة كالحجاج مثلا؟
سواء اعتذار الوزير ام لم يعتذر فقد اوصل رسالة من عقله الباطن. فمعاليك ازيدك من الشعر بيت ما دمت من جماعة المجاز، فان اي سياق كلامي يخفي ما ورائية نفسية نابعة من اللاوعي القريب والبعيد. ارجع لفرويد وتلميذه فروم، وماذا قالوا في هذا الخصوص، ونوع مصادرك في القراءة.
رسالة الوزير لربما حملها من الغرف الخلفية في رئاسة الحكومة. فابو يوسف الثقفي "الحجاج " وبولدوزر الحكومة وترهيب وارعاب الاردنيين ، قال ما معناه : سنضرب بيد و سيف من حديد، و من لا يخاف سنجعله يخاف قسرا ، ومن لم يأكل صفعة من كورونا فسوف تطعمه اياها الحكومة.
بفارغ السرعة شرح و فسر وعرف الوزير معنى الانتقام، وماذا يعني الانتقام وكيف ينطق مسؤول بمفرداته.. ولعل مفردة الانتقام الاكثر رواجا واستعمالا في السياسة الاردنية، واعيد انتاجها لتشغل رحى ماكينات القرار الرسمي. انتقام تسمع صداها في كل قرار و اعلان رسمي.
فرص ثمنية امام الاعلام الاردني ليثبت اداة خشنة وغليظة و قامعة للاردنيين . وان الاعلام يقوم بدور الاجهزة الخشنة، فتصور وزير الاعلام حاملاً لمسيل دموع وعصا وقنوة .
يبدو ان الفرجة ستكون مرحة ومسلية على الحكومة ووزير اعلامها الجديد؟