كتب : الصحفي علي عزبي فريحات
رحل الزميل والكاتب والشاعر والاديب والناقد والصحفي صاحب العقل والقلب الكبير الزميل تيسير النجار وهو متأثرا بالجراح بسبب المعاناه التي قضاها في السجن لسنوات والتي كانت موسومة بالظلم والتنكيل والقهر وظهرت على محياه حينما زرته برفقة عدد من الزملاء للاطمئنان عليه واقناعه بالعودة لعمله حرصا منا على مصدر رزق ابنائه .
كان "الزميل النجار"رحمه الله طيب المعشر ومحبا للناس والخير ومرشدا وناصحا لكل من يتواصل معه وملما بالثقافة والأدب والتاريخ والصحافة .
يكفي ان سجنه لم يكن على خلفية قضية غير اخلاقيه او فساد او رشوة بل لأنه انسان مثقف وسياسي يدافع عن الحق ودفع ثمنا وراء ذلك من خلال تعليق الكتروني اظهر فيه تعاطف مع الربيع العربي و الحرب الاسرائيلية على غزة عام 2014 .
يكفي لهذا المثقف ما كتب عنه من رفاقه وزملائه بالمهنة والمثقفين في وسائل الاعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وما حظي به من وداع مهيب من قبل كل من عرفه لذلك اختار معظم المعلقون على صفحاتهم عبارات من كلماته (لن انسى ملامح الوجوه حتى احاسبها امام الله ... (يا لطيف ... ألطف بحالي.مريض جدا ...مؤسف ان يكون بقلبي كل هذا الوجع محبتي . اللهم منك الشفاء والعافية . آمين) .
عاش هادئًا ورحل بصمت تاركًا لنا الحزن ..هكذا هي الدنيا يبقى الموت سنة الحياه في خلقة الارض تدفن وتبلع والارحام تدفع وما بين ميت وجديد قادم تستمر الحياة والموت ختامها مهما طال عمرك لكن المحزن حينما يكون الانسان مقهور ومظلوم لأنه ايضا يترك عند اهله الغصة لما ألم به من معاناه وقهر وظلم .
لذا نقول :اننا لن ننساك فقد كنت من اكثر المخلصين الا انها سنة الحياه وليس هُناك أشد قسوةً وألماً علينا أكثرُ مِن أن نسمع نبأ وفاةِ صديق أو زميل كان بمنزلة الأخ بل أقرب من تلك المنزلة إلينا وتزداد قسوة وشدة الألم إذا ما كان الصديق الفقيد وفيا صادق الوعدِ قَبل أن يأخذه الموت مِن بيننا وعلى الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ ولا يبقى لنا سوى اجترار الذكريات التي كانت تجمعنا مع من فقدناه والدعاء له في قبره.
اسال الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويلهم زوجته وجميع اخوانه واهله ومحبيه وزملائه الصحفيين جميل الصبر والسلوان والى جنات الخلد يا "تيسير" .
لا حول ولا قوة الا بالله {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ويذكر ان الراحل المثقف و الشاعر والاديب والناقد الصحفي "النجار " :
ولد في الرابع من كانون الأول عام 1972, في عمان، يتوسط ستة أشقاء وخمس شقيقات، لأب تاجر وأم ربة منزل، عاشوا جميعهم في منزل بسيط، كحال معظم سكان مخيم الوحدات آنذاك.
درس في مدرسة أبو بشار الإعدادية في مخيم الوحدات حتى مرحلة الثانوية العامة التي أكملها في مدرسة صلاح الدين في المنطقة ذاتها.
رغم عدم تمكنه من إكمال دراسته الجامعية, صعد النجار مدرجة الشهرة بعِلمِه وشغفه بالقراءة والمطالعة والكتب وبشاعرية تفيض حباً.
عمل في جريدة الدستور ووكالة الأنباء الأردنية (بترا) ومحررا في موقع العرب الجديد ومواقع اخرى عربية ومحلية
وهو عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين و رابطة الكتاب الأردنيين.
صدر له في الشعر “خروج مؤقت” و”الخروج من تفاحة نيوتن”, بالإضافة لمقالات فلسفية، وكان من المهتمين بالمخطوطات الأدبية والتراجم.
عمل على عدد من المخطوطات، منها: الاعمال الشعرية الكاملة للراحل ادوارد حداد ، والاعمال النثرية لادوارد حداد ورسائل تيسير سبول والقول النقدي في رواية “انت منذ اليوم” ومائة شهادة في الرواية، واوراق مجهولة للاديب الراحل مصطفى الفواخيري، ورسائل نازك الملائكة، ومؤلفات عيسى الناعوري.
تتلمذ على يديه عدد من الشباب حينما كان مسؤولا عن ملحق شباب الدستور حيث كان العون و السند للكثير من الشباب في تبني قضاياهم ونشر تحقيقاتهم .